فجر جديد

من يحمي البحريني؟

| إبراهيم النهام

تؤكد‭ ‬إحصاءات‭ ‬الفصل‭ ‬والتسريح‭ ‬وتأخير‭ ‬الأجور‭ ‬للعمالة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بيئة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬منفصل‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬حولها،‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬الشريان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المهم‭ ‬أضحى‭ ‬كيانا‭ ‬آخر،‭ ‬له‭ ‬قوانينه‭ ‬وعالمه‭ ‬المختلف،‭ ‬المتنفع‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬الأجنبي،‭ ‬ولا‭ ‬غيره‭.‬

ويشير‭ ‬التدهور‭ ‬الملحوظ‭ ‬لأوضاع‭ ‬العامل‭ ‬البحريني‭ ‬بأصبع‭ ‬المسؤولية‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬والتي‭ ‬شجع‭ ‬تلكؤها‭ ‬وتخاذلها‭ ‬شللية‭ ‬الأجانب‭ ‬لأن‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬زمام‭ ‬التوظيف‭ ‬والتعيين‭ ‬بأغلب‭ ‬جهات‭ ‬العمل،‭ ‬لتضيق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬البحرينيين،‭ ‬بخيارات‭ ‬توظيف‭ ‬بديلة،‭ ‬تكون‭ ‬للأجنبي‭.‬

وفي‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬والملحوظ،‭ ‬تقف‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مكبلة‭ ‬اليدين؛‭ ‬نظراً‭ ‬لغياب‭ ‬التشريع‭ ‬القانوني‭ ‬الملزم‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭  ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بمنح‭ ‬المواطن‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬بلده‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬به‭ ‬ممثلو‭ ‬الشأن‭ ‬العمالي‭ ‬برفع‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬فالمؤمل‭ ‬فعليا‭ ‬منح‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬للمواطن‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬المؤهلات‭ ‬المناسبة‭ ‬لذلك،‭ ‬وأن‭ ‬تعيين‭ ‬كفاءة‭ ‬بحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬إجباري‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمديرين‭ ‬والرؤساء‭ ‬التنفيذيين‭ ‬الأجانب،‭ ‬تتعلم‭ ‬منه‭ (‬الشغلة‭) ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله،‭ ‬ثم‭ ‬تعين‭ ‬كبديل‭ ‬له،‭ ‬وفق‭ ‬خارطة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭.‬

وكانت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬قد‭ ‬تداولت‭ ‬مؤخرا‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬مؤثرا‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬حراس‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬تأخرت‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬رواتبهم‭ ‬لفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬حيث‭ ‬ندبوا‭ ‬بحزن‭ ‬رث‭ ‬حالهم،‭ ‬مع‭ ‬تساؤل‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬أسرهم،‭ ‬وأطفالهم،‭ ‬قبالة‭ ‬التزامات‭ ‬الحياة،‭ ‬والديون،‭ ‬ومطالبات‭ ‬البنوك،‭ ‬وماذا‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا؟‭ ‬وكيف؟

مقطع‭ ‬الفيديو‭ ‬هذا‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬للمسؤولين‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرار‭ ‬عن‭ ‬الحال‭ ‬المؤسف‭ ‬الذي‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬من‭ (‬بهذلة‭) ‬وامتهان‭ ‬كرامة،‭ ‬بشكل‭ ‬قد‭ ‬يمثل‭ ‬وبالا‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وعلى‭ ‬تزايد‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمة،‭ ‬والسرقة،‭ ‬والسطو‭ ‬المسلح،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمر‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭.‬