زبدة القول

معا ضد الإدمان والعنف والانتحار

| د. بثينة خليفة قاسم

قبل‭ ‬عام‭ ‬رفعت‭ ‬البحرين‭ ‬شعار‭ ‬“معا‭ ‬ضد‭ ‬الإدمان‭ ‬والعنف”‭ ‬وقدمت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬البحرينية‭ ‬بقيادة‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬نموذجا‭ ‬مبتكرا‭ ‬ومشرفا‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإدمان‭ ‬والعنف‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭. ‬

واستحق‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬التكريم‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬لجهوده‭ ‬المبتكرة‭ ‬والجادة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الجيدة‭.‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬الذي‭ ‬يطبق‭ ‬مفاهيم‭ ‬إيجابية‭ ‬ومتطورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬للفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الواسع‭ ‬للأمن،‭ ‬وليس‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمليات‭ ‬الأمنية‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬لما‭ ‬يقع‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ومخالفات‭. ‬

لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نبين‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬بمفهومه‭ ‬الواسع‭ ‬والذي‭ ‬تتبناه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬البحرينية،‭ ‬ليس‭ ‬مسؤولية‭ ‬الوزارة‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتحملها‭ ‬مؤسسات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الإعلام‭ ‬والتعليم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والأسرة‭ ‬والأندية‭ ‬الرياضية‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬ممارسات‭ ‬أخرى‭ ‬مدمرة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬بسبب‭ ‬إساءة‭ ‬استخدام‭ ‬ألعاب‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬الانتحار‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬فقد‭ ‬سمعنا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬عن‭ ‬انتحار‭ ‬عشر‭ ‬فتيات‭ ‬جزائريات‭ ‬شنقا‭ ‬بسبب‭ ‬إحدى‭ ‬ألعاب‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الفتيات‭ ‬والفتيان‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬الانتحار‭. ‬

وقد‭ ‬عرفنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬انتحروا‭ ‬بسبب‭ ‬لعبة‭ ‬الحوت‭ ‬الأزرق‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مزعج‭ ‬جدا‭ ‬للآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬وأصبح‭ ‬الأبناء‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬جهات‭ ‬خارج‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬وهنا‭ ‬الخطورة‭ ‬الكبيرة‭. ‬

وبناء‭ ‬عليه‭ ‬أصبحت‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ظواهر‭ ‬عالم‭ ‬الإنترنت‭ ‬الذي‭ ‬تتولى‭ ‬التوجيه‭ ‬فيه‭ ‬جهات‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬نواياها،‭ ‬لذلك‭ ‬أضفت‭ ‬إلى‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬البحرينية‭ ‬كلمة‭ ‬جديدة‭ ‬وهي‭ ‬الانتحار‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإدمان‭ ‬والعنف‭. ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الانتحار‭ ‬ليس‭ ‬ظاهرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وليس‭ ‬مثل‭ ‬الإدمان‭ ‬أو‭ ‬العنف،‭ ‬لكن‭ ‬البحرين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬فضاء‭ ‬الإنترنت‭ ‬الواسع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحدود‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬غدا‭.‬