مئة عام من التعليم في البحرين

| عبدعلي الغسرة

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2019م‭ ‬بمرور‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬وبدأ‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬انتشار‭ ‬المدارس‭ ‬النظامية،‭ ‬فكانت‭ ‬الكتاتيب‭ (‬المُطوَّع‭) ‬الرجالية‭ ‬والنسائية‭ ‬تقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬الناشئة‭ ‬قراءة‭ ‬وحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬يتقن‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليهم‭ ‬الكراني‭/ ‬الكاتب‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بعملية‭ ‬تسجيل‭ ‬حسابات‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والتجار‭ ‬الآخرين،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬ككتابة‭ ‬نسب‭ ‬المواريث‭ ‬وأحكام‭ ‬القضاء‭ ‬ورسائل‭ ‬الدولة‭.‬

ولتحقيق‭ ‬حُلم‭ ‬التعليم‭ ‬وجعله‭ ‬مُنتشرًا‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬بادر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والمثقفين،‭ ‬والشعراء‭ ‬والمفكرين،‭ ‬الوجهاء‭ ‬وشيوخ‭ ‬الدين،‭ ‬التجار‭ ‬والأعيان‭ ‬وبمساندة‭ ‬شيوخ‭ ‬الحُكم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أول‭ ‬فكرة‭ ‬تربوية‭ ‬تعليمية‭ ‬لنشر‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬بمدينة‭ ‬المحرق‭ ‬البذرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬1919م‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتم‭ ‬تشييدها‭ ‬والإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أموالهم‭ ‬ومن‭ ‬تبرعات‭ ‬أهلية‭ ‬ورسمية‭.‬

فتحت‭ ‬المدرسة‭ ‬أبوابها‭ ‬لتعليم‭ ‬الطلاب‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬المُعدة‭ ‬لذلك،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬بيوت‭ ‬عائلة‭ ‬الزياني‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬مبنى‭ ‬للمدرسة‭.‬

وبمرور‭ ‬الوقت‭ ‬أصبحت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬مركزًا‭ ‬فنيًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬ورياضيًا،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬أروقتها‭ ‬وساحاتها‭ ‬عروضًا‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬والمباريات‭ ‬الرياضية‭ ‬لتفتح‭ ‬بذلك‭ ‬تجربة‭ ‬ثقافية‭ ‬جديدة‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬تفتقد‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وبزغت‭ ‬فيها‭ ‬أول‭ ‬نواة‭ ‬للمسرح‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بتقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭.‬

لم‭ ‬تخل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬العِلم‭ ‬والعُلماء‭ ‬والمدارس،‭ ‬فالبحرين‭ ‬أرض‭ ‬العِلم‭ ‬وَوَلادة‭ ‬العُلماء،‭ ‬فتأسست‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الأهلية،‭ ‬أسسها‭ ‬شيوخ‭ ‬دين‭ ‬وأدباء‭ ‬وشعراء،‭ ‬ومنها،‭ ‬الإصلاح‭ ‬المباركية‭ ‬1913م،‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬1926م،‭ ‬العلوية‭ ‬المباركية‭ ‬في‭ ‬الخميس‭ ‬1927م،‭ ‬الجعفرية‭ ‬1928م،‭ ‬الأهلية‭ ‬1931م،‭ ‬الإصلاح‭ ‬1936م‭ ‬والإرشاد‭ ‬واللواء،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬افتتحت‭ ‬البعثة‭ ‬التبشيرية‭ ‬الأميركية‭ ‬مدرسة‭ ‬تابعة‭ ‬للمستشفى‭ ‬الأميركي‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬في‭ ‬1893م‭ ‬للبنات‭ ‬وتلتها‭ ‬مدرسة‭ ‬أخرى‭ ‬للبنين‭.‬

ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لفتح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬وتوفير‭ ‬ما‭ ‬يَلزمها‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والفنية‭ ‬والتقنية،‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شيدت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والتقنية‭ ‬التي‭ ‬أثْرَت‭ ‬التعليم‭ ‬وجعلته‭ ‬مُتقدمًا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

كما‭ ‬صدر‭ ‬قانون‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬2008م‭ ‬ليُعزز‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ورؤية‭ ‬2030م،‭ ‬ومدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ابتدائية‭ ‬وإعدادية‭ ‬وثانوية،‭ ‬فبعد‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬ستصبح‭ ‬جامعة‭ ‬بمناهج‭ ‬تربوية‭ ‬عِلمية‭ ‬جديدة‭ ‬لتثري‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬وتطوره‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كانت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬بمدينة‭ ‬المحرق‭ ‬البذرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬1919م‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬