سوالف

العمل الوطني وخدمة المواطنين لا يحتاجان إلى “فيديوهات”

| أسامة الماجد

الأيدي‭ ‬الممدوة‭ ‬لتعمير‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬والعطاء‭ ‬والبذل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السير‭ ‬قدما‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬الرقي‭ ‬والازدهار،‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تصوير‭ ‬“فيديوهات”‭ ‬ونشرها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬بعض‭ ‬السادة‭ ‬“النواب‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية”،‭ ‬فقد‭ ‬دخلت‭ ‬علينا‭ ‬موضة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وهي‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بتصوير‭ ‬أنفسهم‭ ‬ميدانيا‭ ‬ليكونوا‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الناس،‭ ‬ويبينوا‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬ويبذلون‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬وملموسة‭ ‬ويهتمون‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فالبلديون‭ ‬يصورون‭ ‬العمال‭ ‬وهم‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬رصف،‭ ‬نظافة‭... ‬إلخ،‭ ‬ليبرهنوا‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬ولهم‭ ‬مساهمتهم‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء،‭ ‬ثم‭ ‬ينشرون‭ ‬“الفيديو”‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أما‭ ‬بعض‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬فلديهم‭ ‬بعض‭ ‬التطوير‭ ‬والتجميل،‭ ‬حيث‭ ‬ينشرون‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬النواب‭ ‬أيا‭ ‬كانت،‭ ‬ليقولوا‭ ‬للناس‭ ‬نحن‭ ‬صادقون‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬ومخلصون‭ ‬وجادون‭ ‬في‭ ‬أقوالنا،‭ ‬فالجميع‭ ‬يتسابق‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الفيديوهات‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬وكأن‭ ‬الحال‭ ‬يقول‭... ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬شيئا‭ ‬بدونها‭.‬

نقول‭ ‬للبلديين،‭ ‬عملكم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المرافق‭ ‬والتجهيزات‭ ‬والبنى‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬واجب،‭ ‬ولستم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رسم‭ ‬معين‭ ‬يزين‭ ‬غلاف‭ ‬عملكم‭ ‬والمشي‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬“الشو”‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تنشرونها‭ ‬وتبعثونها‭ ‬لأبناء‭ ‬الدائرة،‭ ‬فهذا‭ ‬الفكر‭ ‬تراكمت‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬ترسبات‭ ‬سلبية،‭ ‬وأي‭ ‬مراقب‭ ‬ومتابع‭ ‬لحركة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬جوانبها‭ ‬المتعددة‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بعزيمة‭ ‬صادقة‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬ويتحدث‭ ‬دائما‭ ‬بمنطق‭ ‬العضلات‭ ‬القوية‭ ‬الصلبة،‭ ‬أما‭ ‬بعض‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬فنقول‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المواطن‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭ ‬وبإخلاص‭ ‬وتفان‭ ‬وعطاء‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬“دعاية”‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬منتقاة‭ ‬محدودة‭ ‬الفائدة،‭ ‬فتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬وتنفيذها‭ ‬بأمانة‭ ‬تامة‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استكشاف‭ ‬حالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الدعاية‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬المسرح‭.‬

خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وإخلاص‭ ‬واجب‭ ‬مقدس‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعايات‭ ‬وظهور‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬