ريشة في الهواء

سعادة الأمة برزق المواطن

| أحمد جمعة

الفرق‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬ومن‭ ‬يخرب‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬يبني‭ ‬المستقبل‭ ‬ويشيد‭ ‬صرحا‭ ‬مرئيا‭ ‬من‭ ‬الإنجاز‭ ‬يلمسه‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فإنه‭ ‬يمسح‭ ‬ما‭ ‬بناه‭ ‬الأول‭ ‬وما‭ ‬أنجزه‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬العالم،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يتشدق‭ ‬بالبناء‭ ‬وهو‭ ‬يهدم‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬بصمت‭ ‬ودأب‭ ‬ليجعل‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬ليس‭ ‬هدفاً‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬لبلوغ‭ ‬الرخاء،‭ ‬فكل‭ ‬أمة،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬السعي‭ ‬الدؤوب‭ ‬سوى‭ ‬تحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬للشعب،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الأمة‭ ‬سعيدة‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬نجحت‭ ‬بتحقيق‭ ‬سعادة‭ ‬الشعب،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الأمة‭ ‬تعيسة‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬الدولة‭ ‬بإسعاد‭ ‬الشعب،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مقياس‭ ‬سعادة‭ ‬الأمم‭.‬

إن‭ ‬عبارة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسموح‭ ‬منافسة‭ ‬البحريني‭ ‬برزقه‭ ‬عبارة‭ ‬تختزل‭ ‬وتوجز‭ ‬فلسفة‭ ‬سموه‭ ‬بالعمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬سعادة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬مقابل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬بالاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬من‭ ‬البحريني‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬المنافسة،‭ ‬لا‭ ‬بالتجارة‭ ‬ولا‭ ‬بالعمل،‭ ‬فهذا‭ ‬مشروع‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬ولكن‭ ‬قطع‭ ‬رزق‭ ‬المواطن‭ ‬ومنافسته‭ ‬بدخله‭ ‬بل‭ ‬إضعافه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬إذابة‭ ‬طبقته‭ ‬الوسطى‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬عملياً‭ ‬تتآكل‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬طريقين،‭ ‬طريق‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬وطريق‭ ‬يتجه‭ ‬صوب‭ ‬الهدم،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يبني‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يهدم‭ ‬وعلينا‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يهدم‭ ‬ومن‭ ‬يبني،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬بالبحرين‭ ‬أصبح‭ ‬المواطن‭ ‬يعرف‭ ‬ويميز‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يبني‭ ‬ومن‭ ‬يعيق،‭ ‬وأول‭ ‬شرط‭ ‬بالبناء‭ ‬وحفظ‭ ‬المنجز‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬يُسْمح‭ ‬بمنافسة‭ ‬البحريني‭ ‬برزقه،‭ ‬عبارة‭ ‬جسدت‭ ‬شرط‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬بُنيت‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬قواعد‭ ‬الدولة،‭ ‬فالمواطن‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬الأمة‭ ‬فإن‭ ‬فرط‭ ‬عقده‭ ‬فرط‭ ‬عقد‭ ‬الأمة‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أدرك‭ ‬بحنكته‭ ‬وخبرته‭ ‬وتجارب‭ ‬السنين‭ ‬أن‭ ‬رزق‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬مبعث‭ ‬القوة‭ ‬والضعف،‭ ‬فإن‭ ‬فقد‭ ‬رزقه‭ ‬ضعف‭ ‬وضعفت‭ ‬معه‭ ‬الأمة‭ ‬وإن‭ ‬قوى‭ ‬برزقه‭ ‬قوت‭ ‬معه‭ ‬الأمة‭ ‬وازدهرت‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬بعضنا‭ ‬هذه‭ ‬الجدلية‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬حضارة‭ ‬الأمم‭.‬

على‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬فرصة‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ألأزمة‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بتهديم‭ ‬المنجزات‭ ‬يمكن‭ ‬البناء،‭ ‬فما‭ ‬يُهدم‭ ‬لا‭ ‬يبنى‭ ‬عليه‭ ‬وهذا‭ ‬مُدرج‭ ‬بسجل‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬التي‭ ‬هدم‭ ‬أهلها‭ ‬قواعدها‭ ‬اعتقاداً‭ ‬منهم‭ ‬أنهم‭ ‬يبنون‭ ‬عليها‭ ‬فإذا‭ ‬بهم‭ ‬يفاجأون‭ ‬بأنهم‭ ‬خربوا‭ ‬ديارهم‭.‬

 

تنويرة‭:

‬ضحايا‭ ‬الصداقة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬العداوة‭.‬