صور مختصرة

قواتنا المسلحة ذراع المجد

| عبدالعزيز الجودر

الحديث‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬تأسيسها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬يتميز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأحاديث‭ ‬الأخرى‭.‬

حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬وبعرق‭ ‬وجهد‭ ‬وسهر‭ ‬منتسبيها‭ ‬النهوض‭ ‬بدورها‭ ‬الوطني‭ ‬المشرف‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬المخلص‭ ‬والجهد‭ ‬الكبير‭ ‬والتخطيط‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عملها‭ ‬والقيام‭ ‬بواجباتها‭ ‬نحو‭ ‬مجتمعها‭ ‬وأمتها‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬وعزيمة‭ ‬وجهد‭ ‬وإرادة‭.‬

فالاستراتيجيات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬الفعالة‭ ‬والنظريات‭ ‬العسكرية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬اختطتها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬اعتمادا‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬الكوادر‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬اختيارهم‭ ‬بعناية‭ ‬وتدريبهم‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬للواجبات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمهمات‭ ‬القتالية‭ ‬الصعبة‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬مدروسة‭ ‬بدرجات‭ ‬فائقة‭ ‬وبإشراف‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬قيادتها‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968م‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬يسعى‭ ‬جلالته‭ ‬لخلق‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬مؤهلة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬هانحن‭ ‬نشهد‭ ‬أمامنا‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬وطنية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الجسارة‭ ‬والمهارة‭ ‬والجاهزية‭ ‬القتالية‭ ‬التي‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان‭.‬

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬تأسيسها‭ ‬هو‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬حياض‭ ‬الوطن‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬أو‭ ‬أخطار‭ ‬خارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنه‭ ‬وصون‭ ‬استقلاله‭ ‬وسيادته‭.‬

ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬المعارك‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬الدولي‭ ‬ومكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وهناك‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬كالمساعدة‭ ‬في‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬والحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبهذا‭ ‬اكتسبت‭ ‬احترام‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬ونالت‭ ‬إعجاب‭ ‬وثقة‭ ‬الجميع‭.‬

ستظل‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬برجالها‭ ‬المخلصين‭ ‬الحصن‭ ‬الحصين‭ ‬والصخرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلين‭ ‬وذراعا‭ ‬للمجد‭ ‬والبطولة‭ ‬والفداء،‭ ‬وحامية‭ ‬الوطن‭ ‬ودرعه‭ ‬الواقي،‭ ‬وستبقى‭ ‬مصدر‭ ‬اعتزاز‭ ‬واحترام‭ ‬الجميع‭.‬

تحية‭ ‬إجلال‭ ‬وشكر‭ ‬وتقدير‭ ‬وفخر‭ ‬لكل‭ ‬رجالنا‭ ‬في‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬الباسلة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬والتحية‭ ‬الصادقة‭ ‬للقادة‭ ‬والضباط‭ ‬وضباط‭ ‬الصف‭ ‬والجنود‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبي‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬نرفعها‭ ‬لهم‭ ‬فردا‭ ‬فردا‭ ‬بمناسبة‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يبذلونه‭ ‬من‭ ‬بسالة‭ ‬وكفاءة‭ ‬وانضباط‭ ‬وإقدام‭ ‬ونزاهة‭.‬

لا‭ ‬ننسى‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬البحرينيون‭ ‬الأوائل‭ ‬ممن‭ ‬خدموا‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬العسكري‭ ‬الذين‭ ‬وضعوا‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذا‭ ‬الصرح‭ ‬الشامخ‭ ‬“وَقُلِ‭ ‬اعْمَلُوا‭ ‬فَسَيَرَى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَمَلَكُمْ‭ ‬وَرَسُولُهُ‭ ‬وَالْمُؤْمِنُونَ”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬