الملف الإيراني أولوية أميركية استراتيجية تطغى على ملفات المنطقة (1)

| ثريا شاهين

تلاحظ‭ ‬مصادر‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬غربية،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تمايزاً‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‭ ‬حيال‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬عما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬وحلفاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

هناك‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬الأول،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تشدداً‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬الآخر،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬المصادر،‭ ‬تلاحظ‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الأكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬هي‭ ‬سياستها‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬تجاه‭ ‬سوريا‭.‬

تقول‭ ‬المصادر،‭ ‬إن‭ ‬التمايز‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأميركية‭ ‬حيال‭ ‬الملفين،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬أساسية،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬سوريا،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬ضعفت‭ ‬إيران‭ ‬سيضعف‭ ‬حتماً‭.‬

والآن‭ ‬دعت‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬بولندا‭ ‬وسيضم‭ ‬‮٧٠‬‭ ‬دولة‭ ‬باستثناء‭ ‬إيران‭ ‬وسوريا،‭ ‬ويشكل‭ ‬تظاهرة‭ ‬دولية‭ ‬ضد‭ ‬سلوك‭ ‬إيران‭ ‬ونفوذها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتوقع‭ ‬المصادر‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬تؤدي‭ ‬فعلاً‭ ‬إلى‭ ‬تحجيم‭ ‬الدور‭ ‬الإيراني،‭ ‬ومع‭ ‬إيران‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العداء،‭ ‬نتجت‭ ‬عنه‭ ‬عقوبات‭ ‬أميركية‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬ثم‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬إذا‭ ‬خرقته‭ ‬إيران‭ ‬يعتبر‭ ‬الأمر‭ ‬مشكلة،‭ ‬هناك‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬الصواريخ‭ ‬البالستية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإرهاب،‭ ‬أما‭ ‬العقوبات‭ ‬حول‭ ‬النووي‭ ‬فقد‭ ‬أزيلت‭ ‬تدريجياً‭ ‬بعد‭ ‬التوقيع‭ ‬عليه،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬حوافز‭ ‬لتطبيقه‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة،‭ ‬وعملت‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬كلياً‭.‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬الغرب‭ ‬وواشنطن‭ ‬يعتبران‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬داعم‭ ‬أساسي‭ ‬للإرهاب،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ثم‭ ‬إنها‭ ‬داعم‭ ‬أساسي‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬بحسب‭ ‬المصادر،‭ ‬مثل‭ ‬دعمها‭ ‬“حزب‭ ‬الله”‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والميليشيات‭ ‬العراقية‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الموضوع‭ ‬السوري،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬الإيراني‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ - ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الروسي‭ - ‬جعله‭ ‬يصمد،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬الجولان‭ ‬وتحريكها‭ ‬بدعم‭ ‬إيراني،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬هي‭ ‬استخدام‭ ‬إيران‭ ‬لها‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬نفوذ‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ودورها‭ ‬الإقليمي‭.‬

وبالتالي،‭ ‬تؤكد‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬الإيراني‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يمثل‭ ‬خطراً‭ ‬استراتيجياً،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬الموجود‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ليس‭ ‬موجوداً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المقومات‭ ‬العسكرية‭ - ‬الأمنية‭. ‬“المستقبل”‭.‬

تعتبر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬الجولان‭ ‬وتحريكها‭ ‬بدعم‭ ‬إيراني‭.‬