فجر جديد

هشام الحمادي وتاج الفخر والعزة

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬تحديداً،‭ ‬حلت‭ ‬ذكرى‭ ‬الغياب‭ ‬الثانية،‭ ‬لشهيد‭ ‬الوطن‭ ‬النقيب‭ ‬هشام‭ ‬الحمادي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬والذي‭ ‬نستذكر‭ ‬به،‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬جميعاً،‭ ‬ممن‭ ‬قدموا‭ ‬دمائهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬الطائرة،‭ ‬فداء‭ ‬لنا،‭ ‬ولأبنائنا،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الآمنة،‭ ‬والمستقرة،‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬منهم‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نوجز‭ ‬مكانتهم‭ ‬الكبرى‭ ‬بتتر‭ ‬كتابي،‭ ‬أو‭ ‬أشعار،‭ ‬أو‭ ‬مقولات،‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬أهمها‭ ‬عظيم‭ ‬ألم‭ ‬القلوب‭ ‬المبعثرة‭ ‬حولهم،‭ ‬من‭ ‬والدين،‭ ‬وزوجة،‭ ‬وأبناء،‭ ‬ممن‭ ‬دفعوا‭ ‬ثمن‭ ‬الرحيل،‭ ‬بألم‭ ‬وتضحية‭ ‬وفداء‭.‬

واستعرض‭ ‬أخيراً‭ ‬والد‭ ‬الشهيد‭ ‬هشام‭ ‬الحمادي،‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬بتطبيق‭ (‬الانستغرام‭) ‬كلمات‭ ‬أوجز‭ ‬بها‭ ‬مشاعره‭ ‬نحو‭ ‬رحيل‭ ‬ابنه‭ ‬الشاب،‭ ‬معبراً‭ ‬بها‭ ‬فجعة‭ ‬الفراق،‭ ‬وأي‭ ‬فراق؟

يقول‭ ‬الوالد‭ ‬حسن‭ ‬الحمادي‭: ‬ابني‭ ‬الحبيب‭ ‬الشهيد‭ ‬بإذنه‭ ‬تعالى‭ ‬النقيب‭ ‬هشام‭ ‬الحمادي،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬لرحيلك‭ ‬المفاجئ‭ ‬تحل‭ ‬علينا،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬الألم‭ ‬هو‭ ‬هو،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬الشعور‭ ‬بفقدك‭ ‬هو‭ ‬هو،‭ ‬اعذرني‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬شعور‭ ‬الأبوة‭ ‬يطغى‭ ‬على‭ ‬قلبي،‭ ‬فينسيني‭ ‬احياناً‭ ‬أنك‭ ‬قدمت‭ ‬روحك‭ ‬الرخيصة،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬وانك‭ ‬البستنا‭ ‬تاج‭ ‬الفخر‭ ‬والعزة‭.‬

ويختتم‭ ‬قائلاً‭: ‬عندما‭ ‬أتغلب‭ ‬على‭ ‬مشاعر‭ ‬الأبوة،‭ ‬أدرك‭ ‬أنني‭ ‬ما‭ ‬فقدتك‭ ‬سدى،‭ ‬بل‭ ‬لغاية‭ ‬أسمى‭ ‬هي‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية،‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬مهما‭ ‬قدمنا‭ ‬لها،‭ ‬فإنها‭ ‬تظل‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬أكثر،‭ ‬وأكثر،‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬نفس‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬سأظل‭ ‬أدعو‭ ‬لك‭ ‬بالرحمة‭ ‬والغفران،‭ ‬وأن‭ ‬يجمعنا‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬جنات‭ ‬الخلود،‭ ‬انه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬

وتقودنا‭ ‬كلمات‭ ‬الحمادي‭ ‬للقيم‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬والوطن،‭ ‬ممن‭ ‬قدموا‭ ‬أغلى‭ ‬الدماء،‭ ‬وأطهرها،‭ ‬فداء‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬ولمن‭ ‬عليها،‭ ‬الى‭ ‬طارق‭ ‬الشحي،‭ ‬وعبدالسلام‭ ‬اليافعي،‭ ‬وسلمان‭ ‬أنجم،‭ ‬وأحمد‭ ‬المريسي،‭ ‬وغيرهم‭ ‬تكثر‭ ‬الأسماء‭.‬

واشير‭ ‬هنا،‭ ‬لمقولة‭ ‬مؤثرة‭ ‬لطفلة‭ ‬الشهيد‭ ‬أحمد‭ ‬المريسي،‭ ‬بعيد‭ ‬وفاته”‭ ‬راح‭ ‬عند‭ ‬ربنا،‭ ‬وانه‭ ‬في‭ ‬الجنة،‭ ‬وأريد‭ ‬أن‭ ‬اصبح‭ ‬دكتورة‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬والدي‭ ‬الشهيد”‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬ستظل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬واحة‭ ‬للأمن،‭ ‬ببركة‭ ‬قيادتنا‭ ‬الحكيمة،‭ ‬ثم‭ ‬رجال‭ ‬أمننا‭ ‬البواسل،‭ ‬ومسئوليهم‭ ‬وضباطهم،‭ ‬وممن‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬فنسأل‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يحفظ‭ ‬البحرين،‭ ‬وقيادتها،‭ ‬وأهلها،‭ ‬وأن‭ ‬يرحم‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب،‭ ‬ويجمعنا‭ ‬معهم‭ ‬بالجنة‭.‬