لقطة

التنظيم‭ ‬الإماراتي‭.. ‬يكفي‭!‬

| أحمد كريم

جرى‭ ‬العرف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البلد‭ ‬المنظم‭ ‬للأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬ترشيحًا‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بلقب‭ ‬البطولة‭ ‬لأنه‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬أفضلية‭ ‬الأرض‭ ‬والجمهور‭!‬

وهناك‭ ‬دول‭ ‬حلمت‭ ‬بإحراز‭ ‬الألقاب‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتمكّن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬نظّمت‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬معقلها‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬1998‭.‬

غير‭ ‬أنها‭ ‬مسألة‭ ‬لم‭ ‬ترق‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬قاعدة‭ ‬ثابتة‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتداد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الترشيحات،‭ ‬إنها‭ ‬فقط‭ ‬أفضلية‭ ‬استفادت‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬ولم‭ ‬تستفد‭ ‬أخرى،‭ ‬فهي‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الناحية‭ ‬المعنوية‭ ‬وحسب‭.‬

البرازيل‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لم‭ ‬تفز‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬خمسة‭ ‬ألقاب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬كانت‭ ‬خسارتها‭ ‬موجعة‭ ‬في‭ ‬مونديالي‭ ‬1950‭ ‬و2014‭.‬

في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وفي‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬هو‭ ‬الفيصل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يحسم‭ ‬نتائج‭ ‬المباريات‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬اللاعبون‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬وانضباط‭ ‬تكتيكي‭ ‬وتألق‭.‬

وخسارة‭ ‬الإمارات‭ ‬أمام‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬قبل‭ ‬النهائي‭ ‬بأربعة‭ ‬أهداف‭ ‬دون‭ ‬رد‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬أراد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬البلد‭ ‬المنظم‭ ‬الفوز‭ ‬باللقب‭. ‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تغرق‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬الكآبة‭ ‬والحزن‭ ‬لعدم‭ ‬اجتيازها‭ ‬عتبة‭ ‬الدور‭ ‬قبل‭ ‬النهائي؟

الأكيد‭ ‬أن‭ ‬المباريات‭ ‬الإقصائية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬اثنين‭. ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬طرف‭ ‬فائز‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭. ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬النتيجة‭ ‬قاسية‭ ‬لكن‭ ‬ظروف‭ ‬المباريات‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭.‬

لقد‭ ‬خسرت‭ ‬الإمارات‭ ‬لكنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬فهي‭ ‬البلد‭ ‬المنظم‭ ‬وعلى‭ ‬الإماراتيين‭ ‬أن‭ ‬يعوا‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬فريقهم‭ ‬قدّم‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬تقديمه‭ ‬وعليهم‭ ‬تقبل‭ ‬الخسارة‭ ‬وهم‭ ‬مرفوعو‭ ‬الرأس‭ ‬بتنظيم‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬آسيوية‭ ‬تضم‭ ‬24‭ ‬منتخبًا‭ ‬بشكل‭ ‬رائع‭.‬