بروح رياضية

نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬بتاريخ‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية

| حسن علي

غياب‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬مشاركات‭ ‬الأندية‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الخارجية‭ ‬تعتبر‭ ‬نقطة‭ ‬سوداء‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬وخطوة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب‭ ‬والمبررات،‭ ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يحرم‭ ‬النجمة‭ ‬حامل‭ ‬لقب‭ ‬بطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الآسيوية‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬من‭ ‬تمثيل‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬القادمة؟‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الفريق‭ ‬ذاته‭ ‬تشرف‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لدى‭ ‬استقبال‭ ‬جلالته‭ ‬للأبطال‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬العامر‭ ‬بعدما‭ ‬حققوا‭ ‬إنجازا‭ ‬تاريخيا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬الفوز‭ ‬بمسابقة‭ ‬الدوري‭ ‬في‭ ‬لعبتي‭ ‬اليد‭ ‬والطائرة‭ ‬لا‭ ‬يجني‭ ‬النادي‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬دينارا‭ ‬واحدا،‭ ‬ويكون‭ ‬“التمثيل‭ ‬الخارجي”‭ ‬هو‭ ‬المكتسب‭ ‬الوحيد،‭ ‬وغيابه‭ ‬يعني‭ ‬“انعدام‭ ‬المنافسة‭ ‬والدافعية‭ ‬لدى‭ ‬اللاعبين”،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬مشاركات‭ ‬الأندية‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معسكرات‭ ‬تكلف‭ ‬نحو‭ ‬16‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭!! ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬كيف‭ ‬تتطور‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مشاركات‭ ‬خارجية؟‭ ‬وكيف‭ ‬تنفق‭ ‬الأندية‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المشاركات‭ ‬من‭ ‬موازناتها‭ ‬الخاصة‭ ‬وهي‭ ‬أساسا‭ ‬مدين؟

اتباع‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬بشأن‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬وتقنينها‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وإيجابي،‭ ‬لكنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬وفق‭ ‬مهلة‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭ ‬تمنح‭ ‬الأندية‭ ‬الفرصة‭ ‬لترتيب‭ ‬أوراقها‭ ‬وليس‭ ‬“فجأة”‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار،‭ ‬فنحن‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬ضوابط؛‭ ‬بهدف‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتمثيل‭ ‬المشرف‭ ‬والمحاسبة‭ ‬بعد‭ ‬الإخفاق‭ ‬لحفظ‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وفق‭ ‬عدة‭ ‬خطوات‭ ‬تنظم‭ ‬العملية‭ ‬مثل‭ ‬اقتطاع‭ ‬نصف‭ ‬مبلغ‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬موازنة‭ ‬النادي‭ ‬بعد‭ ‬الإخفاق‭ ‬شريطة‭ ‬دراسة‭ ‬الأسباب‭ ‬عبر‭ ‬تقرير‭ ‬فني‭ ‬يعده‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬والمقترحات‭ ‬الأخرى‭.‬

الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحديدا‭ ‬“الأبطال‭ ‬الرياضيون”‭ ‬هي‭ ‬الغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬لكل‭ ‬البلدان‭ ‬المتحضرة‭ ‬والواعية‭ ‬التي‭ ‬تنفق‭ ‬ملايين‭ ‬الدنانير‭ ‬لصناعة‭ ‬أبطال‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬مشرفة‭ ‬للوطن،‭ ‬وإلا‭ ‬لماذا‭ ‬توجد‭ ‬وزارة‭ ‬شباب‭ ‬ورياضة‭ ‬ولجان‭ ‬أولمبية‭ ‬واندية‭ ‬واتحادات‭ ‬ومراكز‭ ‬شبابية؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفظ‭ ‬الشباب‭ ‬وتعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمنافسة‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬وتمثيل‭ ‬الوطن‭ ‬ورفع‭ ‬اسمه‭ ‬عاليا؟‭ ‬فاللاعب‭ ‬والرياضي‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليه‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬الرياضية‭ ‬وإذا‭ ‬غاب‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الأبطال،‭ ‬فلتغلق‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬أبوابها‭ ‬باستثناء‭ ‬اتحاد‭ ‬الرياضة‭ ‬للجميع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصحة‭ ‬والترويح‭.‬