عنفوان

حسن علي حبيب

| جاسم اليوسف

في‭ ‬سيارته‭ ‬المتواضعة‭ ‬“التيرسل”،‭ ‬بيضاء‭ ‬اللون‭ ‬كان‭ ‬يقبع‭ ‬“الملجاوي”‭ ‬المرحوم‭ ‬حسن‭ ‬علي‭ ‬حبيب‭ ‬خلف‭ ‬المقود‭ ‬صبيحة‭ ‬كل‭ ‬فجر،‭ ‬حيث‭ ‬أشاهده‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭ ‬أثناء‭ ‬ممارستي‭ ‬لرياضة‭ ‬المشي‭ ‬وانا‭ ‬أمر‭ ‬بجوار‭ ‬منزله‭ ‬وهو‭ ‬يتلو‭ ‬آيات‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬قبل‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الكويت‭ ‬الصحي‭. ‬

كنت‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬وفاته‭ ‬المأسوفة‭ ‬قد‭ ‬رفعت‭ ‬يدي‭ ‬للسلام‭ ‬عليه‭ ‬كعادتي‭ ‬أثناء‭ ‬مروري‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬معتكف‭ ‬داخل‭ ‬سيارته،‭ ‬وكأنه‭ ‬كان‭ ‬السلام‭ ‬الأخير‭ ‬بيننا،‭ ‬وليتني‭ ‬كنت‭ ‬احتضتنه‭ ‬ساعتها‭ ‬لأخبره‭ ‬بأنني‭ ‬سافتقده‭ ‬كثيرا‭ ‬أثناء‭ ‬مروري‭ ‬بجوار‭ ‬منزله‭ ‬كل‭ ‬صباح‭.‬

كان‭ ‬المرحوم‭ ‬معروفا‭ ‬عنه‭ ‬دماثة‭ ‬خلقه‭ ‬ومسارعته‭ ‬لمساعدة‭ ‬للآخرين‭ ‬ولاسيما‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬كمنسق‭ ‬للمواعيد‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭.‬

حسن‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الطيبين‭ ‬النادرين‭ ‬في‭ ‬زمننا،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬ترمقه‭ ‬لوهلة‭ ‬حتى‭ ‬تحس‭ ‬بأنك‭ ‬قريب‭ ‬منه‭ ‬وتعرفه‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭. ‬

سيفقتدك‭ ‬محبوك‭ ‬وناسك‭ ‬وأهلك،‭ ‬وستظل‭ ‬ذكراك‭ ‬خالدة‭ ‬كخلود‭ ‬قلبك‭ ‬النقي،‭ ‬فنم‭ ‬قرير‭ ‬العين‭ ‬أيها‭ ‬العزيز‭ ‬وانت‭ ‬ترى‭ ‬أهل‭ ‬قريتك‭ ‬قد‭ ‬اجتمعت‭ ‬على‭ ‬حبك‭.‬