حمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬السلامة

| د. عبدالله الحواج

منذ‭ ‬منَّ‭ ‬الله‭ ‬بالشفاء‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬والوطن‭ ‬كله‭ ‬ينتظر‭ ‬عودة‭ ‬الفارس‭ ‬ليرأس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬متابعًا‭ ‬مجريات‭ ‬أمور‭ ‬الناس،‭ ‬متربعًا‭ ‬على‭ ‬منبر‭ ‬مجلسه‭ ‬المهيب،‭ ‬ومستكملًا‭ ‬حلقات‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬المستمر‭.‬

لقد‭ ‬عاد‭ ‬خليفة‭ ‬الخير‭ ‬ليمارس‭ ‬مهامه‭ ‬الوطنية‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار،‭ ‬فاستهل‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بإعطاء‭ ‬الفضل‭ ‬لأصحابه،‭ ‬والعرفان‭ ‬لصناعه،‭ ‬شكر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬على‭ ‬مشاعرهم‭ ‬النبيلة،‭ ‬ووقفتهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬عندما‭ ‬مر‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بالعارض‭ ‬الصحي‭ ‬الطارئ،‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬منَّ‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بنعمة‭ ‬الشفاء‭ ‬والصحة‭ ‬والعافية‭.‬

وكعادته‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬المشكلات‭ ‬المتراكمة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنون،‭ ‬فبادر‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬اجتماعات‭ ‬الفريق‭ ‬الحكومي‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬وواصل‭ ‬سموه‭ ‬استعراض‭ ‬إنجازات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإسكان‭ ‬بل‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬5‭ ‬مدن‭ ‬سكنية‭ ‬جديدة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬كاملة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬والبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬الضرورية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬استحداثه‭ ‬للخدمات‭ ‬الإسكانية‭ ‬منهجًا‭ ‬متصلًا‭ ‬مع‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭.‬

ولأن‭ ‬سموه‭ ‬قد‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬وتشكيل‭ ‬هويته‭ ‬الوطنية‭ ‬والحضارية،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬التعليم؛‭ ‬باعتباره‭ ‬الشبكة‭ ‬المعرفية‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬السليم،‭ ‬وإلى‭ ‬تأهيل‭ ‬الذهنية‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬يستوعب‭ ‬بإيمان‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬فواصل‭ ‬سموه‭ ‬تأكيده‭ ‬حرص‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬فرص‭ ‬التعليم‭ ‬الشامل‭ ‬والجيد‭ ‬للجميع؛‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتعليم‭.‬

لقد‭ ‬وضع‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬استهل‭ ‬بها‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬تقليدًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الشمولية‭ ‬التفصيلية‭ ‬لمهام‭ ‬وقضايا‭ ‬الوطن،‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬قطاعًا‭ ‬إلا‭ ‬وتطرق‭ ‬إليه‭ ‬بإسهاب،‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬قضية‭ ‬إلا‭ ‬وأشبعها‭ ‬بحثًا‭ ‬واستفاضة،‭ ‬حتى‭ ‬مجالات‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والمباني‭ ‬والمناقصات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعده‭ ‬توجيهه‭ ‬الكريم‭ ‬بضرورة‭ ‬معالجة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يثيره‭ ‬المواطنون‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يستاؤون‭ ‬منه‭ ‬بشأن‭ ‬بعض‭ ‬“الأمور”‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬وأكثر‭ ‬يؤكد‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يؤمن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بأن‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬واستغناء،‭ ‬بإنسانية‭ ‬واستقامة‭ ‬وإباء،‭ ‬وأن‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬شكاواه‭ ‬وغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬قضاياه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُعرض‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬للخطر،‭ ‬ومناخ‭ ‬التكاتف‭ ‬الوطني‭ ‬للترهات‭.‬

إن‭ ‬رجل‭ ‬الدولة‭ ‬الحكيم‭ ‬يرى‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬التدقيق‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يؤرق‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬سبيل‭ ‬استباقي‭ ‬لتجنب‭ ‬تفاقم‭ ‬المشكلات‭ ‬البسيطة،‭ ‬وأن‭ ‬حوكمة‭ ‬آمال‭ ‬الشعوب‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬تطلعاتها،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬دورًا‭ ‬عبقريًا‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬إيمان‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬بقادتهم‭ ‬وأوطانهم‭.‬

لقد‭ ‬ساعدنا‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬هزيمة‭ ‬القلق،‭ ‬والانتصار‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬الليالي‭ ‬الطويلة‭ ‬ونحن‭ ‬ننتظر‭ ‬عودة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم؛‭ ‬ليمارس‭ ‬نشاطه‭ ‬المكثف‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭ ‬ورئاسة‭ ‬مجلسه‭ ‬المهيب،‭ ‬حمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتكم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو،‭ ‬حمدا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬السلامة‭.‬