نظام الملالي في فوهة المدفع

| فلاح هادي الجنابي

بعد‭ ‬عدة‭ ‬عقود‭ ‬تمكن‭ ‬خلالها‭ ‬نظام‭ ‬الدجل‭ ‬والشعوذة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬وتوظيفها‭ ‬لصالحه‭ ‬وتحريف‭ ‬وتشويه‭ ‬الحقائق،‭ ‬جاءت‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنفع‭ ‬فيها‭ ‬أساليبه‭ ‬وطرقه‭ ‬المشبوهة‭ ‬والخبيثة،‭ ‬وصار‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬أمام‭ ‬الحقيقة‭ ‬الصادمة‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬استغل‭ ‬ثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وقام‭ ‬بتوظيفها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أهدافه‭ ‬وغاياته‭ ‬المشبوهة،‭ ‬وقام‭ ‬بصرفها‭ ‬وتبديدها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجميل‭ ‬وجهه‭ ‬القبيح‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق‭ ‬والتمويه‭ ‬عليها،‭ ‬كان‭ ‬يجد‭ ‬دائما‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬أمامه،‭ ‬ومع‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬المستحيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضرب‭ ‬وإقصاء‭ ‬ومحو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬لكن‭ ‬إصرار‭ ‬المنظمة‭ ‬وصمودها‭ ‬ومقاومتها‭ ‬الأسطورية‭ ‬كانت‭ ‬كفيلة‭ ‬بإفشال‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬البائسة‭ ‬للنظام‭.‬

أكثر‭ ‬ما‭ ‬يؤلم‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ويصدمه‭ ‬هو‭ ‬التداخل‭ ‬والترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وبين‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬النظام‭ ‬يفقد‭ ‬صوابه‭ ‬ويصاب‭ ‬بالجنون‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬عمله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬أمام‭ ‬الشعب،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬وكما‭ ‬علم‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬كانت‭ ‬قائدة‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وبجدارة،‭ ‬وأن‭ ‬أنصارها‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬نشاطات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭.‬

الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬المجرمة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬سعت‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وإقصائها‭ ‬بطرق‭ ‬وأساليب‭ ‬مختلفة‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬أم‭ ‬خارجها،‭ ‬حاولت‭ ‬تصوير‭ ‬المنظمة‭ ‬بأنها‭ ‬إرهابية‭ ‬ومعادية‭ ‬للإنسانية،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬والتطورات،‭ ‬كشفت‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬الوجه‭ ‬الدميم‭ ‬والكريه‭ ‬للنظام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لكي‭ ‬تعيد‭ ‬حساباتها‭ ‬ومواقفها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬حاول‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يحفر‭ ‬للآخرين‭ ‬ويوقع‭ ‬بهم،‭ ‬تشاء‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ظروف‭ ‬وأوضاع‭ ‬طالما‭ ‬سعى‭ ‬لإيقاع‭ ‬الآخرين‭ ‬بها،‭ ‬وإن‭ ‬إدراج‭ ‬وزارة‭ ‬مخابراته‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وكذلك‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬الأميركي‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬وتأييد‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية،‭ ‬بمثابة‭ ‬الاستعدادات‭ ‬الأولية‭ ‬لدفع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬باتجاه‭ ‬طريق‭ ‬نهايته‭ ‬في‭ ‬فوهة‭ ‬المدفع،‭ ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هكذا‭ ‬نظام‭ ‬واظب‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬والمجازر‭ ‬والانتهاكات‭ ‬والنشاطات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬لابد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬وكقدر‭ ‬لابد‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬شر‭ ‬أعماله‭.‬”الحوار”‭.‬