صور مختصرة

البحريني “عايش في لهطة”

| عبدالعزيز الجودر

سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وثقيلة‭ ‬مضت‭ ‬بلياليها‭ ‬وأيامها‭ ‬وساعاتها‭ ‬ودقائقها‭ ‬وثوانيها‭ ‬والبحريني‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬ولم‭ ‬يذق‭ ‬طعم‭ ‬الراحة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬رزقه،‭ ‬فبين‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬وأخرى‭ ‬يتفاجأ‭ ‬بخبر‭ ‬صادم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬وبقية‭ ‬“التكلكد”‭ ‬يأتي‭ ‬تباعا‭.‬

فمنذ‭ ‬“المردويسة”‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬كم‭ ‬سنة‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬إجراءات‭ ‬صرف‭ ‬علاوة‭ ‬الغلاء‭ ‬المتواضعة‭ ‬جدا‭ ‬مرورا‭ ‬بحزمة‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬وإعادة‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬وارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬لتر‭ ‬البترول‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬والقرارات‭ ‬التقشفية‭ ‬ومضاعفة‭ ‬قيمة‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬التي‭ ‬تأثر‭ ‬منها‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬ماذا‭ ‬تخبئ‭ ‬لنا‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬أحمال‭ ‬وأثقال‭.‬

في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬تم‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين‭ ‬ومعاشات‭ ‬المتقاعدين‭ ‬دون‭ ‬زيادتها‭ ‬“آردي‭ ‬واحد”،‭ ‬ومن‭ ‬يومها‭ ‬وقلب‭ ‬وفكر‭ ‬البحريني‭ ‬“يجرح”‭ ‬ونفسيته‭ ‬“رايحة‭ ‬وطي‭ ‬من‭ ‬اللهطة‭ ‬والمحاتاة”،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أضر‭ ‬بعيشة‭ ‬المواطن‭ ‬وأفراد‭ ‬أسرته‭ ‬التي‭ ‬يعيلها‭.‬

طالما‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬البحريني‭ ‬بهذه‭ ‬الوضعية‭ ‬المتعبة‭ ‬وطالما‭ ‬المواطن‭ ‬أولا‭ ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬إذا‭ ‬لماذا‭ ‬تستكثر‭ ‬الحكومة‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬المجلسين‭ ‬زيادة‭ ‬رواتب‭ ‬موظفي‭ ‬الحكومة‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ ‬بالمئة‭ ‬التي‭ ‬تمسك‭ ‬بها‭ ‬النواب‭ ‬كمشروع‭ ‬بقانون‭ ‬لتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬“صكت‭ ‬الجبنات”‭ ‬على‭ ‬الأخير‭ ‬ومضت‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬للبحريني‭ ‬صعبة‭ ‬جدا‭.‬

مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬ظروف‭ ‬البلد‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬علينا‭ ‬“كله‭ ‬ما‭ ‬عندهم‭ ‬بيزات‭ ‬وحق‭ ‬اللي‭ ‬يبونه‭ ‬عندهم‭ ‬خير”،‭ ‬كذلك‭ ‬لسنا‭ ‬وحدنا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬فكل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مشابهة‭ ‬لنا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬شعوبها‭ ‬لم‭ ‬تتأثر‭ ‬كما‭ ‬تأثر‭ ‬جيب‭ ‬البحريني‭ ‬خصوصا‭ ‬صاحب‭ ‬الدخل‭ ‬الشهري‭ ‬الضعيف‭ ‬والمتوسط‭ ‬الذي‭ ‬تضرر‭ ‬ماديا‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

هناك‭ ‬أسر‭ ‬بحرينية‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬“وعلى‭ ‬الله‭ ‬وعلى‭ ‬الإسلام”،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬بأحوالها‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬وحده،‭ ‬وهناك‭ ‬أسر‭ ‬بحرينية‭ ‬متوسطة‭ ‬الدخل‭ ‬“تتسلف‭ ‬من‭ ‬العاملة”‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬لديها،‭ ‬وهناك‭ ‬قصص‭ ‬معيشية‭ ‬مؤلمة‭ ‬كثيرة‭ ‬تحتاج‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬لسردها‭.‬

وعليه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬سريع‭ ‬بإزاحة‭ ‬الهموم‭ ‬والضغوطات‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬العادي،‭ ‬وذلك‭ ‬بصرف‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬شهرية‭ ‬بأي‭ ‬مسمى‭ ‬من‭ ‬المسميات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬المردود‭ ‬المالي‭ ‬الضخم‭ ‬من‭ ‬عوائد‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬“اللي‭ ‬شلخت‭ ‬الناس‭... ‬لا‭ ‬بارك‭ ‬الله‭ ‬فيها”‭.‬

إن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬تحركا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬لتعديل‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬أولا‭ ‬بأول‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬