فجر جديد

البهائية... مسؤولية الموقف والكلمة

| إبراهيم النهام

أفخر‭ ‬كبحريني،‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬بلدي‭ ‬محط‭ ‬احترام‭ ‬بالغ‭ ‬لدى‭ ‬الأمم،‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المتحضرة،‭ ‬وأن‭ ‬ينظر‭ ‬لها‭ ‬كواحة‭ ‬للتعايش،‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني،‭ ‬واحتضان‭ ‬الآخر،‭ ‬بمناخ‭ ‬يعكس‭ ‬التنوير‭ ‬والتفاهم‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬منشأ‭ ‬الحضارات‭ ‬الأولى،‭ ‬دلمون،‭ ‬وتايلوس،‭ ‬وأرادوس‭.‬

وفي‭ ‬مجلس‭ ‬جابري‭ ‬الثقافي،‭ ‬والذي‭ ‬احتضن‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬ندوة‭ (‬البحرين‭ ‬جزيرة‭ ‬التسامح‭) ‬قدمت‭ ‬الطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬الكريمة،‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬والود،‭ ‬وتذويب‭ ‬الفروقات‭ ‬والاختلافات‭ ‬أي‭ ‬كانت،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬أماً‭ ‬حاضنه‭ ‬للجميع‭.‬

وللطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه،‭ ‬فعلاوة‭ ‬على‭ ‬المبادرات‭ ‬المستمرة‭ ‬لمجالسهم‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬والتي‭ ‬تدور‭ ‬بفلك‭ ‬مسئولية‭ ‬الموقف‭ ‬والكلمة،‭ ‬فإن‭ ‬حضورهم‭ ‬الفردي‭ ‬يعكس‭ ‬بدوره‭ ‬الذوبان‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفي‭ ‬محبة‭ ‬الآخرين‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬التقيت‭ ‬في‭ ‬مشاركات‭ ‬مختلفة‭ ‬لجمعية‭ (‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭) ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ (‬كبومباي‭) ‬و‭(‬لندن‭) ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬الكريمة،‭ ‬كالأخ‭ ‬نير‭ ‬محمد،‭ ‬وبديع‭ ‬جابري،‭ ‬وشهناز‭ ‬جابري،‭ ‬ولفت‭ ‬انتباهي‭ ‬صدحهم‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬أجواء‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والرحمة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بصورة‭ ‬تعكس‭ ‬نجاح‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬الآخر،‭ ‬وفي‭ ‬زرع‭ ‬المحبة‭ ‬والولاء‭ ‬وقدسية‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬قلوبهم‭.‬

قصة‭ ‬نجاحات‭ ‬الطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬هنا،‭ ‬تضاف‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬لقصص‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬لطوائف‭ ‬وأديان‭ ‬متعددة،‭ ‬تتمازج‭ ‬معاً‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي،‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬يقدم‭ ‬للعالم‭ ‬دروساً‭ ‬مستفادة‭ ‬عن‭ ‬البحرين،‭ ‬كواحة‭ ‬آمنة،‭ ‬مطمئنة،‭ ‬ترحب‭ ‬بشعوب‭ ‬العالم‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬شركاء‭ ‬بها،‭ ‬لا‭ ‬يفرقهم‭ ‬لون،‭ ‬أو‭ ‬مذهب،‭ ‬أو‭ ‬معتقد‭.‬