لقطة

جمعية “الصحة... فين؟!”

| أحمد كريم

يكتب‭ ‬الصحافيين‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الناس،‭ ‬يتداولون‭ ‬أخبار‭ ‬المجتمع،‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والميادين،‭ ‬لكنهم‭ ‬شريحة‭ ‬مظلومة‭ ‬لا‭ ‬يكتب‭ ‬عنها‭ ‬أحد‭!‬

حتى‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬الذين‭ ‬يصوت‭ ‬لهم‭ ‬المواطنون‭ ‬ليدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم،‭ ‬يعقدون‭ ‬جلسات‭ ‬مطولة‭ ‬يتداولون‭ ‬فيها‭ ‬النقاشات‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬رواتبهم‭ ‬وامتيازاتهم،‭ ‬ويبقى‭ ‬الصحافيين‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق،‭ ‬مكتفية‭ ‬بحمل‭ ‬مشعل‭ ‬المطالبة‭ ‬بحرية‭ ‬الكلمة‭ ‬ومساحة‭ ‬التعبير‭ ‬لصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطالبون‭ ‬بتحسين‭ ‬أوضاعهم‭!‬

في‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وغير‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬عندما‭ ‬يدخل‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬جحره‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬كان،‭ ‬يتحمل‭ ‬الصحافيون‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر،‭ ‬فهم‭ ‬ضمن‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لمقصلة‭ ‬الإقالة‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصحف،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬العصيب‭ ‬يبقى‭ ‬الصحافيون‭ ‬رافعين‭ ‬أقلامهم‭ ‬مثل‭ ‬حربة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬وعن‭ ‬مكتسباتهم،‭ ‬متناسين‭ ‬أنفسهم‭!‬

لذلك،‭ ‬أنا‭ ‬ارشح‭ ‬نفسي‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحافيين‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬لإساهم‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بهذه‭ ‬الجمعية‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬ولأسعى‭ ‬مع‭ ‬إخواني‭ ‬وزملائي‭ ‬في‭ ‬تحقق‭ ‬مكتسبات‭ ‬نستحقها‭ ‬مثلما‭ ‬يستحقها‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬ينتمي‭ ‬لجمعية‭ ‬مهنية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الوعود‭ ‬التي‭ ‬سمعناها‭ ‬كثيرة‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬منها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭!‬

من‭ ‬حقي‭ ‬كصحافي،‭ ‬أن‭ ‬أحظى‭ ‬بأمن‭ ‬وظيفي،‭ ‬وأن‭ ‬يرفع‭ ‬راتبي،‭ ‬وأن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬يضاعف‭ ‬كفاءتي‭ ‬المهنية،‭ ‬من‭ ‬حقي‭ ‬أن‭ ‬أضمن‭ ‬سكنا‭ ‬ملائما‭ ‬واحتراما‭ ‬وتقديرا‭ ‬أثناء‭ ‬تأديتي‭ ‬لمهنتي‭ ‬النبيلة،‭ ‬فأنا‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة،‭ ‬والسلطة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬المرموقة‭.‬

لقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬17‭ ‬عاماً،‭ ‬وأعرف‭ ‬تماماً‭ ‬أنها‭ ‬مهنة‭ ‬المتاعب‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬وصحتنا،‭ ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أترجل‭ ‬من‭ ‬مقعد‭ ‬المتفرج‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬وعلى‭ ‬زملائي‭ ‬المنتمين‭ ‬لجمعية‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جمعية‭ ‬للصحافيين‭ ‬وليس‭ ‬جمعية‭ ‬‭ ‬“الصحة‭ ‬فين؟‭!‬”‭.‬