لا لخصخصة المدارس

| أحمد عمران

في‭ ‬مقترح‭ ‬برغبة‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فحواه‭ ‬خصخصة‭ ‬المدارس‭ ‬وتوجيه‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬مباشرة‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬واقتصار‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬الإشراف‭ ‬والمراقبة‭ ‬فقط،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬فإن‭ ‬الخصخصة‭ ‬تعني‭ ‬نقل‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الملكية‭ ‬أو‭ ‬التأجير،‭ ‬والهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬تخفيض‭ ‬الأعباء‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة،‭ ‬وخيار‭ ‬الخصخصة‭ ‬تلجأ‭ ‬إليه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بأزمات‭ ‬مالية‭ ‬خانقة‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬هما‭ ‬آخر‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬إليها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الخصخصة،‭ ‬لذلك‭ ‬فمن‭ ‬يرفع‭ ‬صوته‭ ‬منادياً‭ ‬بهذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬تماماً‭ ‬آثاره‭ ‬السلبية‭ ‬قبل‭ ‬الإيجابية،‭ ‬ومن‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬ستنتج‭ ‬عن‭ ‬خصخصة‭ ‬المدارس‭ ‬تكريس‭ ‬التمايز‭ ‬الطبقي‭ ‬بين‭ ‬المواطنين؛‭ ‬لأن‭ ‬المدارس‭ ‬ذات‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬ستكون‭ ‬ذات‭ ‬رسوم‭ ‬مرتفعة‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬أخرى‭ ‬إضافية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المدارس‭ ‬ستبقى‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬أبناء‭ ‬الطبقة‭ ‬الميسورة،‭ ‬فيما‭ ‬ستبحث‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬ذات‭ ‬رسوم‭ ‬منخفضة‭ ‬تناسب‭ ‬ظروفهم‭ ‬المادية‭ ‬حيث‭ ‬تقل‭ ‬فيها‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭.‬

الخصخصة‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬للمستقبل‭ ‬الوظيفي‭ ‬للمعلمين‭ ‬حيث‭ ‬ستكون‭ ‬صلاحية‭ ‬التعيين‭ ‬وإنهاء‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬أصحاب‭ ‬المدارس،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬ملاحظ‭ ‬الآن‭ ‬أغلب‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أجنبية،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬مع‭ ‬الخصخصة‭ ‬ستسعى‭ ‬المدارس‭ ‬لجلب‭ ‬معلمين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬للترويج‭ ‬وكسب‭ ‬السمعة‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المعلم‭ ‬البحريني،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬عندما‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مدفوعة‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬فلا‭ ‬نستبعد‭ ‬إلغاءه‭ ‬إذا‭ ‬صادفتنا‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله،‭ ‬فالتعليم‭ ‬أهم‭ ‬خدمة‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬لمواطنيها،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تصيبه‭ ‬سياسة‭ ‬التقشف‭ ‬لأنه‭ ‬الصلة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الدولة‭ ‬بالمواطن،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬تتحقق‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬والحل‭ ‬الأمثل‭ ‬تقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬أكثر‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬ليقل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭.‬