رؤيا مغايرة

إخفاقات تلو أخرى...

| فاتن حمزة

أفاد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬للبحريني،‭ ‬كون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬اقتصادا‭ ‬مفتوحا‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أكد‭ ‬خبير‭ ‬الإدارة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬أن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬كهدف‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أضرار‭ ‬وانعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬مؤيدا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬للبحريني‭.‬

بعض‭ ‬الشركات‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬مفاصلها‭ ‬الأجانب‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إعطاء‭ ‬البحريني‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف،‭ ‬وتشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وصلت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬19‭ % ‬فقط،‭ ‬فيما‭ ‬ترتفع‭ ‬إلى‭ ‬79¬‭ % ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬ستقل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬احتساب‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬دون‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية‭. ‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬قانون‭ ‬وتشريع‭ ‬يلزم‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬للبحريني،‭ ‬وذلك‭ ‬كون‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬مفتوحا،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إلزام‭ ‬للشركات‭ ‬بتحديد‭ ‬وظائف‭ ‬محددة‭ ‬للبحرينيين‭. ‬

إن‭ ‬تخصيص‭ ‬وظائف‭ ‬للبحرينيين‭ ‬بات‭ ‬أمرا‭ ‬ملحا‭ ‬ومطلبا‭ ‬عاجلا‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬وظائف‭ ‬يشغلها‭ ‬أجانب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬كوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬مؤهلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العطاء‭. ‬

هناك‭ ‬شركات‭ ‬حققت‭ ‬نسبة‭ ‬مقبولة‭ ‬في‭ ‬البحرنة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬من‭ ‬الدرجات‭ ‬الدنيا،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الأجانب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يشغلها‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭. ‬

إن‭ ‬الظواهر‭ ‬قد‭ ‬تتشابه‭ ‬لكن‭ ‬الدواخل‭ ‬ليست‭ ‬كذلك،‭ ‬وهكذا‭ ‬حال‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تستنسخ‭ ‬تجارب‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬توفر‭ ‬أسبابها‭ ‬ومقوماتها‭.‬

من‭ ‬الخطأ‭ ‬قياس‭ ‬البحرين‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المقومات،‭ ‬فاستخدام‭ ‬مصطلحات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬السوق‭ ‬الحر‭ ‬والاقتصاد‭ ‬المفتوح‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لا‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬وضعنا‭ ‬الحقيقي‭ ‬وقدراتنا‭.‬

هناك‭ ‬فرق‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬يستخدم‭ ‬الوطن‭ ‬ومن‭ ‬يخدم‭ ‬الوطن،‭ ‬فأصحاب‭ ‬الجيوب‭ ‬المملوءة‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بمن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬قوت‭ ‬يومه،‭ ‬لذا‭ ‬نرى‭ ‬قراراتهم‭ ‬فوقية‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬واقعنا‭ ‬المؤلم‭.‬

الإخفاقات‭ ‬بدأت‭ ‬تتزايد،‭ ‬وهي‭ ‬نذير‭ ‬شؤم‭ ‬لما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬الأيام‭.‬

“أرى‭ ‬تحت‭ ‬الرماد‭ ‬وميض‭ ‬جمر‭ ‬يوشك‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬ضرام”‭.‬