سوالف

ابنتي الصغرى سألتني عن مستنقع “الدوار”

| أسامة الماجد

سألتني‭ ‬ابنتي‭ ‬الصغرى‭ ‬“11‭ ‬سنة”‭ ‬سؤالا‭ ‬امتص‭ ‬رحيق‭ ‬العبير‭ ‬من‭ ‬وجهي،‭ ‬وجعلني‭ ‬لا‭ ‬أميز‭ ‬بين‭ ‬الألوان‭ ‬والأحجام‭ ‬وهو‭... (‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬أشاهد‭ ‬فيديوهات‭ ‬مخيفة‭ ‬في‭ ‬أرشيف‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬إرهاب‭ ‬وقتل‭ ‬ومؤامرة‭ ‬لقلب‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬واعتداءات‭ ‬وحشية‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬الدوار؟‭).‬

قد‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬بسيط‭ ‬وسهل‭ ‬للغاية‭ ‬ولا‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الانفعال،‭ ‬أما‭ ‬أنا‭ ‬فأرى‭ ‬العكس،‭ ‬وكنت‭ ‬متوقعا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬“لعيال”‭ ‬سيكبرون‭ ‬وستستدعي‭ ‬الظروف‭ ‬إخبارهم‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬بإجابات‭ ‬مقنعة‭ ‬وصادقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬وأسواق‭ ‬المناخ،‭ ‬ومن‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يخبئ‭ ‬الحقيقة‭ ‬وقت‭ ‬السؤال‭ ‬سيتعالى‭ ‬الدمار‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخفاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومستنقعات‭ ‬حضيض‭ ‬“الدوار”‭ ‬وما‭ ‬فعلته‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ ‬الخائنة‭ ‬والعميلة‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الجميل‭ ‬الفرقة‭ ‬والتشرذم‭ ‬بمساعدة‭ ‬ملالي‭ ‬طهران‭ ‬والمنجمين‭ ‬الأميركان‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المعتوه‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬وفريق‭ ‬حكومته‭ ‬آنذاك‭.‬

ما‭ ‬جعل‭ ‬الفرح‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬عروقي‭ ‬وأنا‭ ‬أسرد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لابنتي‭ ‬قناعتها‭ ‬التامة‭ ‬ويقينها‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬إملاءات‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬بالطائفة،‭ ‬إنما‭ ‬بجماعة‭ ‬اختارت‭ ‬طريق‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬وأصبحت‭ ‬عدوة‭ ‬لنفسها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عدوة‭ ‬للوطن،‭ ‬جماعة‭ ‬تعالى‭ ‬غيها‭ ‬وحقدها‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وبثت‭ ‬سموم‭ ‬الطائفية‭ ‬والفتنة‭ ‬والتطرف‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولعبت‭ ‬بالوطن‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬هلاك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬

لقد‭ ‬كشفت‭ ‬المعتدين‭ ‬على‭ ‬وطني‭ ‬البحرين‭ ‬ومن‭ ‬يوالي‭ ‬إيران‭ ‬وكشفت‭ ‬أيضا‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬سنها‭ ‬في‭ ‬الحقارات‭ ‬السياسية‭ ‬والزج‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخريب‭.‬

لم‭ ‬أغفل‭ ‬أي‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المؤامرة‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬وأطلعت‭ ‬ابنتي‭ ‬عليه،‭ ‬فمن‭ ‬حقها‭ ‬معرفة‭ ‬التاريخ‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مدون‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية،‭ ‬ومن‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬تماما‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬يتطاير‭ ‬إرهابهم‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬وجريهم‭ ‬المسعور‭ ‬وراء‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬لقد‭ ‬بلغت‭ ‬الأمانة‭ ‬وأنا‭ ‬مرتاح‭ ‬الضمير‭.‬