أنسنة

برنامج عمل الحكومة... والتعديلات المطلوبة (2)

| رجاء مرهون

جولات‭ ‬حوار‭ ‬ماراثونية‭ ‬عقدت‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬الحكومة‭ ‬واللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬لدراسة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بهدف‭ ‬حسم‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬سيرسم‭ ‬الإطار‭ ‬للبرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬الخدماتية‭ ‬والقانونية‭ ‬والتنموية‭ ‬لأربع‭ ‬سنوات‭ ‬مقبلة‭.‬

تشير‭ ‬التسريبات‭ ‬والتصريحات‭ ‬المنقولة‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬النيابي‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬3‭ ‬نقاط‭ ‬خلاف‭ ‬رئيسية‭ ‬بين‭ ‬الوفد‭ ‬الحكومي‭ ‬والنواب‭ ‬تعيق‭ ‬إقرار‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬كتاب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

إحدى‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية‭ ‬الثلاث‭ ‬أوردتها‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬السابق،‭ ‬وتتعلق‭ ‬بتعديل‭ ‬نظام‭ ‬التقاعد‭ ‬وخفض‭ ‬العجز‭ ‬الاكتواري‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬يسعى‭ ‬ممثلو‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تضمين‭ ‬البرنامج‭ ‬نقطة‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بتعديل‭ ‬حقوق‭ ‬والتزامات‭ ‬المشتركين،‭ ‬فيما‭ ‬يضغط‭ ‬المنتخبون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬بقاء‭ ‬الحقوق‭ ‬والمزايا‭ ‬التقاعدية‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الآن‭.‬

هل‭ ‬يصمد‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناقشات‭ ‬وينجحون‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تصورات‭ ‬وحلول‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬العجز‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬انتقاص‭ ‬حقوق‭ ‬المتقاعدين‭ ‬الحاليين‭ ‬والملتحقين‭ ‬بهم؟‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬وارد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬

القضية‭ ‬الخلافية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬الحكومة‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الدعم”‭ ‬التي‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬علاوات‭ (‬الغلاء‭ ‬والسكن‭... ‬إلخ‭) ‬عن‭ ‬المنتفعين‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تقليص‭ ‬قوائم‭ ‬المستفيدين‭ ‬نتيجة‭ ‬استحداث‭ ‬وتغيير‭ ‬شروط‭ ‬الاستحقاق‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬القضية،‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬“الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطنين”،‭ ‬يسعى‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬تضمين‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬تعهدا‭ ‬بعدم‭ ‬رفع‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬قفزات‭ ‬“مكوكية”‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭.‬

وبحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬محلية،‭ ‬فإن‭ ‬الوفد‭ ‬الحكومي‭ ‬مختلف‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬بشأن‭ ‬صياغة‭ ‬المرئية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعدم‭ ‬المساس‭ ‬بمكتسبات‭ ‬المواطن،‭ ‬إذ‭ ‬تصر‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الصياغة‭ ‬“عدم‭ ‬المساس‭ ‬بمكتسبات‭ ‬المواطن‭ ‬دون‭ ‬تحميله‭ ‬أية‭ ‬أعباء‭ ‬إضافية‭ ‬مستقبلية”،‭ ‬بينما‭ ‬تريد‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الصياغة‭ ‬“السعي‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬بإعادة‭ ‬توجيه‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬المستحقين‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يحملهم‭ ‬أعباء‭ ‬إضافية‭ ‬مستقبلية”‭.‬

اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الصياغتين،‭ ‬فالأولى‭ ‬تفرمل‭ ‬الزيادات‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬والبنزين‭ ‬وتضمن‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬لمستحقيه‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الآن،‭ ‬بينما‭ ‬الصياغة‭ ‬الأخرى‭ ‬تمهد‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬وغيره‭. ‬

هل‭ ‬يتمكن‭ ‬المنتخبون‭ ‬من‭ ‬تثبيت‭ ‬رؤيتهم؟‭ ‬أتمنى‭ ‬ذلك‭.‬