سوالف

التجاعيد امتدت تحت جفوننا... ولم نحقق أية بطولة حتى الآن

| أسامة الماجد

ليس‭ ‬قفزا‭ ‬فوق‭ ‬الحقائق،‭ ‬لكنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة‭ ‬وهي‭ ‬تكرار‭ ‬فشل‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬دولي،‭ ‬فبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الضجيج‭ ‬والصخب‭ ‬والإثارة‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬إن‭ ‬أغراض‭ ‬الديكور‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الفواصل‭ ‬وتبطين‭ ‬الحوائط‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬نفعا،‭ ‬والروتين‭ ‬لن‭ ‬يفيد،‭ ‬فخروج‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬آسيا‭ ‬“بالزور‭ ‬صعدنا”‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬حكاية‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬حالة‭ ‬نادرة،‭ ‬بل‭ ‬حالة‭ ‬طبيعية‭ ‬متجددة‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬قديم‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني،‭ ‬فكرة‭ ‬القدم‭ ‬عندنا‭ ‬وبنظرة‭ ‬فاحصة‭ ‬تفتقد‭ ‬قاعدة‭ ‬عريضة‭ ‬من‭ ‬التخطيط،‭ ‬وهناك‭ ‬انعدام‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬المنشود،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مجرد‭ ‬تطوع‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬نائية‭ ‬وبيروقراطية،‭ ‬وأصبح‭ ‬الأمر‭ ‬متفشيا‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأندية،‭ ‬وهناك‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة‭ ‬تحارب‭ ‬الإبداع‭ ‬الشبابي‭ ‬“في‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬الكبيرة”،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬فلسفة‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تفريق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مفيد‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬تابع،‭ ‬فالجميع‭ ‬عندنا‭ ‬يشتغل‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بالارتجال‭ ‬ودون‭ ‬تخطيط‭ ‬علمي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المرض‭ ‬المزمن‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬أعراضه‭ ‬السلبية‭ ‬وجود‭ ‬“الشخص‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬غير‭ ‬المناسب”‭.‬

الوعي‭ ‬بعلم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬والإدارة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬ضعيف‭ ‬للغاية‭ ‬ونعاني‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬وتعقيدات‭ ‬وتخبطات‭ ‬مقصودة‭ ‬وغير‭ ‬مقصودة،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أيضا‭ ‬أننا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬الآيديولوجية‭ ‬الثقافية‭ ‬الرياضية‭ ‬ومازالت‭ ‬أنديتنا‭ ‬الرياضية‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬محلا‭ ‬للنقد‭ ‬والشكوى‭ ‬المريرة‭.‬

استمع‭ ‬لما‭ ‬يقوله‭ ‬من‭ ‬يعقب‭ ‬على‭ ‬مباريات‭ ‬الدوري‭ ‬الممتاز‭ ‬ومباريات‭ ‬المنتخب،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقولونه‭ ‬يفتقد‭ ‬الجاذبية‭ ‬ونسخ‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬أخرى‭ ‬وتناقض‭ ‬يوحي‭ ‬بضخامة‭ ‬المشكلة،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬مازال‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يعقب‭ ‬على‭ ‬دوري‭ ‬قوي‭ ‬له‭ ‬شخصيته‭ ‬وبلاعبين‭ ‬مزودين‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والخبرات‭ ‬اللازمة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬تماما‭.‬

أعرف‭ ‬أنني‭ ‬أضرب‭ ‬على‭ ‬الوتر‭ ‬الحساس‭ ‬في‭ ‬المشاعر،‭ ‬لكنني‭ ‬أكتب‭ ‬بدافع‭ ‬وطني‭ ‬وأحلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عندنا‭ ‬منتخب‭ ‬يجوب‭ ‬دروب‭ ‬العالم‭ ‬الواسع‭ ‬متوجا‭ ‬بالانتصارات،‭ ‬لقد‭ ‬ارتسمت‭ ‬فوق‭ ‬وجوهنا‭ ‬خطوط‭ ‬الذكريات‭ ‬والأحزان‭ ‬والتجاعيد‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬تحت‭ ‬جفوننا‭ ‬ولم‭ ‬نحقق‭ ‬بطولة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬