مع سمو الشيخ محمد بن مبارك... (2-2) مسيرة التحديات والإنجازات...

| عبدالنبي الشعلة

في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أمسّ‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاعتداءات‭ ‬والأطماع‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهدد‭ ‬استقلالها‭ ‬وسيادتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها،‭ ‬فتوصل‭ ‬حكامها‭ ‬آنذاك‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬معاهدة‭ ‬العام‭ ‬1861م‭ ‬للسلام‭ ‬والصداقة‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬بموجبها‭ ‬باستقلال‭ ‬البحرين‭ ‬وتعهدت‭ ‬بتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬لها‭ ‬وإدارة‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية‭.‬

بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬بات‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬عظمى،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬شبكة‭ ‬مصالحها‭ ‬ومنظومة‭ ‬ترتيباتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬شرق‭ ‬السويس‭. ‬

وفي‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1968م‭ ‬أعلنت‭ ‬حكومة‭ ‬العمال‭ ‬البريطانية‭ ‬قرارها‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انكشاف‭ ‬البحرين‭ ‬أمنيًا‭ ‬ودفاعيًا‭ ‬وإلى‭ ‬خلق‭ ‬فراغ‭ ‬سياسي‭ ‬وعسكري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬شجع‭ ‬حكومة‭ ‬شاه‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬تقمص‭ ‬دور‭ ‬“شرطي‭ ‬الخليج”‭ ‬والتكشير‭ ‬عن‭ ‬أنيابها‭ ‬وتكثيف‭ ‬ادعائها‭ ‬بالسيادة‭ ‬على‭ ‬جزر‭ ‬البحرين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬التكافؤ‭ ‬والتوازن‭ ‬فقد‭ ‬تصدت‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬عزيمة‭ ‬وثقة‭ ‬وثبات‭ ‬وبقيادة‭ ‬أميرها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬وشقيقه‭ ‬وساعده‭ ‬الأيمن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الخطيرة‭ ‬والتهديدات‭ ‬المرعبة‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬إطفاء‭ ‬خطر‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري،‭ ‬ونقلت‭ ‬الأزمة‭ ‬واستدارت‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬الحل‭ ‬السلمي‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الدقيقة،‭ ‬وعند‭ ‬هذا‭ ‬المنعطف‭ ‬المصيري‭ ‬الخطير،‭ ‬وجد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬نفسه،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المعركة‭ ‬الكبرى،‭ ‬كانت‭ ‬بالفعل‭ ‬أم‭ ‬المعارك‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬فالتحدي‭ ‬كان‭ ‬مخيفًا‭ ‬مرعبًا‭ ‬والقضية‭ ‬كانت‭ ‬مصير‭ ‬أرض‭ ‬وشعب‭ ‬والخطر‭ ‬كان‭ ‬يتهدد‭ ‬البحرين‭ ‬كيانًا‭ ‬وهوية‭.‬

وبدعم‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬عيسى‭ ‬وخليفة،‭ ‬ووقوف‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬وراء‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة،‭ ‬فقد‭ ‬خاض‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬غمار‭ ‬المعركة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وأدار‭ ‬دفتها‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬وبراعة‭ ‬واقتدار،‭ ‬ونالت‭ ‬البحرين‭ ‬استقلالها‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬درة‭ ‬من‭ ‬ترابها‭ ‬وسيادتها‭ ‬وصانت‭ ‬هويتها‭ ‬العربية،‭ ‬وأقامت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة‭ ‬متينة‭ ‬وتعاون‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬الشاه‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬محققة‭ ‬بذلك‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬“فإذا‭ ‬الذي‭ ‬بينك‭ ‬وبينه‭ ‬عداوة‭ ‬كأنه‭ ‬ولي‭ ‬حميم”‭.‬

ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الشامخ‭ ‬بل‭ ‬ظل‭ ‬مواصلًا‭ ‬سعيه‭ ‬الحثيث‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نالت‭ ‬البحرين‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1971م،‭ ‬فأخذ‭ ‬يصول‭ ‬ويجول‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬شرقًا‭ ‬وغربًا‭ ‬ضمن‭ ‬جهوده‭ ‬ومساعيه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لترسيخ‭ ‬استقلال‭ ‬البحرين،‭ ‬وبناء‭ ‬شبكة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬كافة،‭ ‬وإدماجها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والأسرة‭ ‬العربية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وعضويتها‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وغيرها‭. ‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬السعي‭ ‬زار‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬بومباي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1972‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الهندية‭ ‬نيو‭ ‬دلهي‭ ‬وسكن‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬“تاج‭ ‬محل”‭ ‬وكنت‭ ‬وقتها‭ ‬طالبًا‭ ‬في‭ ‬جامعتها،‭ ‬فحرصت‭ ‬على‭ ‬زيارته‭ ‬في‭ ‬الفندق‭ ‬للسلام‭ ‬عليه‭ ‬ووجدته‭ ‬ممتلئًا‭ ‬حيوية‭ ‬ونشاطا،‭ ‬ووجدت‭ ‬منه‭ ‬بالغ‭ ‬الترحيب‭ ‬وحسن‭ ‬الاستقبال‭.‬

استمر‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التطورات‭ ‬والأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعصف‭ ‬بالمنطقة‭ ‬تباعًا،‭ ‬منها‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الشيوعي‭ ‬والتمدد‭ ‬القومي‭ ‬وحركات‭ ‬السياسيين‭ ‬المتأسلمين،‭ ‬ومنها‭ ‬اختلال‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وجارتها‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بالشاه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1979م‭ ‬ورفعت‭ ‬شعار‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬جاء‭ ‬بعدها‭ ‬تأسيس‭ ‬منظومة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1981م،‭ ‬فنشوب‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬دامت‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬ثم‭ ‬الاحتلال‭ ‬العراقي‭ ‬للكويت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1990م،‭ ‬فحرب‭ ‬الخليج‭ ‬الثانية‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬وحصار‭ ‬العراق‭ ‬ثم‭ ‬احتلالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2003م،‭ ‬وانبثاق‭ ‬حركات‭ ‬القاعدة‭ ‬و‭ ‬“داعش”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وغيره‭ ‬كان‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعاطي‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬الخلاف‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬حول‭ ‬جزر‭ ‬حوار،‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬نصر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬آخر‭ ‬عندما‭ ‬حكمت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001م‭ ‬بتأكيد‭ ‬وتثبيت‭ ‬سيادة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

وربما‭ ‬يرى‭ ‬البعض،‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬بَريقًا‭ ‬لَمَّاعًا‭ ‬يَشِع‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬تختلف‭ ‬تمامًا،‭ ‬فقد‭ ‬قضى‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وزيرًا‭ ‬للخارجية‭ ‬يصارع‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والصعاب،‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬وطن‭ ‬صغير‭ ‬المساحة‭ ‬قليل‭ ‬الإمكانات،‭ ‬ويحقق‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات،‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬الراحة‭ ‬ولا‭ ‬الاستقرار‭ ‬ولا‭ ‬الانتظام‭ ‬في‭ ‬الأكل‭ ‬أو‭ ‬النوم،‭ ‬في‭ ‬سعي‭ ‬وحركة‭ ‬دؤوب‭ ‬وتنقل‭ ‬دائم‭ ‬بين‭ ‬الطائرات‭ ‬وصالات‭ ‬المطارات‭ ‬وغرف‭ ‬الفنادق‭ ‬الموحشة‭ ‬ومآدب‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المملة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬حضن‭ ‬الوطن‭ ‬والدفء‭ ‬الأسري،‭ ‬وقد‭ ‬انعكس‭ ‬تقدير‭ ‬الدولة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬ترقيته‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002م‭.‬

في‭ ‬وقفتنا‭ ‬بالأمس‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬استقبلني‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬التحاقي‭ ‬موظفًا‭ ‬بسيطًا‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬وزارته‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1973م‭ ‬وأسدى‭ ‬إليَّ‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬التوجيهات‭ ‬والإرشادات‭ ‬القيمة،‭ ‬وبعد‭ ‬عشرة‭ ‬أشهر،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬اندلعت‭ ‬“حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973م”،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬البترول،‭ ‬وأصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬ستشهد‭ ‬طفرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتنموية‭ ‬واسعة،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬أنتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬وأدخل‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الحر،‭ ‬فقدمت‭ ‬استقالتي‭. ‬وعلى‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬استدعاني‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه‭ ‬مستفسرًا‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬الاستقالة‭ ‬محاولًا‭ ‬ثنيي‭ ‬عنها،‭ ‬وأمام‭ ‬إصراري‭ ‬قال‭ ‬“إذا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬أذنك‭ ‬ماي،‭ ‬ليس‭ ‬أمامي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أدعو‭ ‬لك‭ ‬بالتوفيق،‭ ‬وستبقى‭ ‬أبواب‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬رغبتك‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إليها”،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬العبارة‭ ‬مصدر‭ ‬تشجيع‭ ‬وثقة‭ ‬لي‭ ‬وأكبر‭ ‬حافز‭ ‬ورصيد‭ ‬وأكبر‭ ‬سبب‭ ‬لنجاحي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الحر،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أنساها،‭ ‬تذكرني‭ ‬دائمًا‭ ‬بأفعال‭ ‬وتصرفات‭ ‬الرجال‭ ‬الكبار‭ ‬وتذكرني‭ ‬أيضًا‭ ‬بأنني‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬خير‭ ‬ومحبة‭ ‬ووئام‭.‬