فجر جديد

نعم‭ ‬لتأديب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬ومن‭ ‬يأويهم

| إبراهيم النهام

تابعت‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬باهتمام،‭ ‬مداخلة‭ ‬النائب‭ ‬إبراهيم‭ ‬النفيعي‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والتي‭ ‬لفت‭ ‬بها‭ ‬لأهمية‭ ‬عدم‭ ‬استثناء‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬إرهابي‭ ‬مطلوب‭ ‬أو‭ ‬مدان‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬القانونية،‭ ‬حال‭ ‬ثبوت‭ ‬إيوائه،‭ ‬أو‭ ‬التستر‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬مطلب‭ ‬مشروع،‭ ‬ومؤيد‭ ‬شعبيًا‭.‬

ولفت‭ ‬انتباهي‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وكيف‭ ‬قدحوا‭ ‬النائب‭ ‬النفيعي‭ ‬بأقبح‭ ‬العبارات،‭ ‬والبذاءات،‭ ‬موكلين‭ ‬أنفسهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القتلة،‭ ‬والسفاحين،‭ ‬وقطاع‭ ‬الطرق،‭ ‬ومخربي‭ ‬الأملاك‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭.‬

وكما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬اقتنص‭ ‬بعض‭ ‬المحسوبون‭ ‬زورًا‭ ‬وبهتانًا‭ ‬على‭ ‬الجسم‭ ‬الإعلامي‭ ‬مداخلة‭ ‬النفيعي؛‭ ‬ليبثوها‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬حساباتهم‭ ‬الإخبارية‭ ‬والتجارية‭ ‬بتطبيق‭ ‬“الانستغرام”‭ ‬وغيره،‭ ‬ثم‭ ‬يتطلعوا‭ ‬بعدها‭ ‬بشغف،‭ ‬لتعليقات‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتابعين،‭ ‬وهم‭ ‬ينهشوا‭ ‬لحم‭ ‬النائب‭ ‬بالسباب،‭ ‬وينتقصوا‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي،‭ ‬والمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬بعبارات‭ ‬التشكيك‭ ‬والكراهية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمُسح‭ ‬منها‭ ‬تعليق‭ ‬واحد‭.‬

ويظن‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات،‭ ‬أن‭ ‬تدوينهم‭ ‬المزيف‭ ‬في‭ ‬“بروفايل”‭ ‬الحساب‭ ‬لعبارة‭ ‬“لا‭ ‬نتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬التعليقات”‭ ‬بأنه‭ ‬كاف‭ ‬لتبرئة‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحريض‭ ‬الممنهج‭ ‬والخطير،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬البتة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬من‭ ‬سب،‭ ‬وتشويه،‭ ‬وتضليل،‭ ‬يستهدف‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية،‭ ‬والحقوقية،‭ ‬ومن‭ ‬مكانة‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬والذي‭ ‬انتخب‭ ‬أعضاؤه‭ ‬شعبيًا،‭ ‬بتشجيع‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬معروف‭ ‬أصحابها،‭ ‬يلزم‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬بمبادرة‭ ‬أخذ‭ ‬دورها‭ ‬المسؤول،‭ ‬بتتبع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المحرضين،‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للأيدي‭ ‬العدالة؛‭ ‬ليأخذوا‭ ‬جزاءهم،‭ ‬ويكونوا‭ ‬عبرة‭ ‬لغيرهم‭.‬

ومتى‭ ‬ما‭ ‬تركت‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬ساء‭ ‬الوضع،‭ ‬وتأزم،‭ ‬وتعقد،‭ ‬بفاتورة‭ ‬إصلاح‭ ‬مكلفة‭ ‬سنتناصفها‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولنا‭ ‬بذلك‭ ‬آيات‭ ‬وتجارب‭ ‬سابقة،‭ ‬قبالة‭ ‬شاكلة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يفسرون‭ ‬بجهل،‭ ‬خصال‭ ‬التفهم،‭ ‬والتعايش،‭ ‬والحوار،‭ ‬بأنها‭ ‬بوادر‭ ‬ضعف،‭ ‬ووهن،‭ ‬وخذلان‭.‬