المواطن وبرنامج الحكومة

| عبدعلي الغسرة

البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬الحكومة‭ ‬للهيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬يُمثل‭ ‬رؤيتها‭ ‬وقاعدة‭ ‬للعمل‭ ‬تبنى‭ ‬عليها‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مشروعات،‭ ‬وتتعهد‭ ‬بتنفيذها‭ ‬خلال‭ ‬ولايتها‭ ‬الدستورية،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬للمادة‭ (‬46‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬البلاد‭.‬

ويَعُد‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬بمثابة‭ ‬إطار‭ ‬عام‭ ‬مُنظم‭ ‬لأعمال‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬بيان‭ ‬ما‭ ‬تُعانيه‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وذكر‭ ‬الطرق‭ ‬الواعدة‭ ‬لحلها،‭ ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬الالتزام‭ ‬بكل‭ ‬مكونات‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬وميزانيات‭ ‬مالية‭ ‬وجداول‭ ‬زمنية‭ ‬واضحة‭ ‬ومُحددة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تنفيذه،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬ما‭ ‬سيثمر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم‭.‬

ولضمان‭ ‬سلامة‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خاضعًا‭ ‬للمتابعة‭ ‬والمراقبة‭ ‬والتقييم‭ ‬والتقويم‭ ‬والمساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬سواء‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬أمام‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

إن‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬حكومي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بعدد‭ ‬صفحاته‭ ‬ولا‭ ‬بنوده،‭ ‬إنما‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬محتواه،‭ ‬وبما‭ ‬يُفيد‭ ‬البلاد‭ ‬والشعب‭ ‬إفادة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وسياسية،‭ ‬برنامج‭ ‬يُحقق‭ ‬نماءً‭ ‬للبحرين‭ ‬ورخاءً‭ ‬لأهلها،‭ ‬ويحس‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بأنه‭ ‬يُحقق‭ ‬لهم‭ ‬شيئًا‭ ‬مما‭ ‬يبتغون،‭ ‬ويُرسخ‭ ‬لهم‭ ‬شيئًا‭ ‬اسمه‭ ‬السعادة‭ ‬بتوسعة‭ ‬معيشتهم‭ ‬وتقليل‭ ‬حاجتهم‭ ‬الدائمة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬مُعبرًا‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬الحياتية،‭ ‬وأن‭ ‬يضع‭ ‬حلا‭ ‬لما‭ ‬تُعانيه‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬مشكلات،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مُتوافقًا‭ ‬مع‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬المالية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬البرنامج‭ ‬المُختلفة،‭ ‬وتتم‭ ‬ترجمة‭ ‬ذلك‭ ‬بالتوازن‭ ‬بين‭ ‬استحقاقها‭ ‬والإنفاق‭ ‬عليها،‭ ‬وما‭ ‬يؤكد‭ ‬عدالة‭ ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬بات‭ ‬رقمًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭.‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬حكومتهم‭ ‬الكريمة،‭ ‬وهُم‭ ‬ينتظرون‭ ‬أن‭ ‬يُجيب‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬وأن‭ ‬يُحقق‭ ‬كلُ‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المعيشي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تحديد‭ ‬الاختيارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬ومواكبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬إنجازها،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬سلبيات‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الرقابة‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬