رؤيا مغايرة

رهف القنون والبحث عن الشهرة

| فاتن حمزة

“رهف”‭ ‬فتاة‭ ‬سعودية‭ ‬اختارت‭ ‬الخروج‭ ‬طواعية‭ ‬عن‭ ‬“ملة”‭ ‬عائلتها‭ ‬وديانتهم،‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬حسابها‭ ‬على‭ (‬تويتر‭) ‬منصة‭ ‬لإعلان‭ ‬“إلحادها”‭ ‬ووسيلة‭ ‬لتتبع‭ ‬أخبارها‭ ‬والأحداث‭ ‬المثيرة‭ ‬المُتتالية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬معها،‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬وأمثالها‭ ‬ليست‭ ‬مختلقة،‭ ‬بل‭ ‬حقيقية‭ ‬وإن‭ ‬تم‭ ‬توظيفها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭.‬

قصة‭ ‬رهف‭ ‬ليست‭ ‬الأولى‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فنسيج‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬بدأ‭ ‬يتفكك‭ ‬بسبب‭ ‬المؤامرة‭ ‬الغربية،‭ ‬وستذكرون‭ ‬ما‭ ‬أقول‭ ‬لكم‭.‬

الاهتمام‭ ‬الإعلامي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أظهر‭ ‬قصة‭ ‬أمثال‭ ‬رهف‭ ‬وسلوكها،‭ ‬وإلا‭ ‬فلدينا‭ ‬من‭ ‬الطامات‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأكبر،‭ ‬ولكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬لم‭ ‬يُسلط‭ ‬عليهن‭ ‬الضوء‭ ‬أو‭ ‬بتعبير‭ ‬أدق‭ ‬لم‭ ‬يسلط‭ ‬عليهن‭ ‬الضوء‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

إن‭ ‬دافع‭ ‬أمثال‭ ‬رهف‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الشهرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أصبح‭ ‬الكل‭ ‬يسوّق‭ ‬لنفسه‭ ‬بشكل‭ ‬رخيص‭ ‬ومبتذل‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كرامته‭ ‬وترك‭ ‬دينه‭ ‬وبيع‭ ‬شرفه‭ ‬أو‭ ‬اختلاق‭ ‬قصص‭ ‬ظلم‭ ‬وهمية،‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يشار‭ ‬إليهم‭ ‬بالبنان‭.‬

إن‭ ‬الغرب‭ ‬يشجع‭ ‬أمثال‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المزيد،‭ ‬فهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أعداؤنا‭ ‬ولا‭ ‬يريدون‭ ‬لنا‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وإلا‭ ‬أين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬النساء‭ ‬السوريات‭ ‬والإيرانيات‭ ‬والكنديات‭ ‬والروهينغا‭ ‬وغيرهن‭.‬

يستمر‭ ‬استثمار‭ ‬الغرب‭ ‬لهذه‭ ‬القضايا‭ ‬وتضخيمها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬تشجيع‭ ‬أمثال‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬ظاهرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العداء‭ ‬التقليدي‭ ‬للإسلام‭ ‬والعرب‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬وهذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الزائد‭ ‬والتضخيم‭ ‬الإعلامي‭ ‬يشجع‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الشهرة‭ ‬من‭ ‬سفهائنا‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬يمهد‭ ‬لتدخل‭ ‬الغرب‭ ‬بشؤوننا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ألا‭ ‬يعرف‭ ‬هؤلاء‭ ‬السفهاء‭ ‬أنهم‭ ‬مجرد‭ ‬أوراق‭ ‬يلعب‭ ‬بها‭ ‬الأعداء‭ ‬وينتهي‭ ‬دورهم‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬استقطابهم‭!.‬