فجر جديد

المجالس‭ ‬وشح‭ ‬الموارد

| إبراهيم النهام

علاوة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المجالس‭ ‬العائلية‭ ‬والشبابية‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وفتح‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل،‭ ‬ولم‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬والمقاهي،‭ ‬فإن‭ ‬لها‭ ‬حسنات‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة،‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬وحضورها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬أولها‭ ‬تعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتوعية‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حولهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬التنوير،‭ ‬والتثقيف،‭ ‬والتعليم‭.‬

وفي‭ ‬محطات‭ ‬سياسية‭ ‬عاصفة،‭ ‬ومتغيرة،‭ ‬ومتقلبة،‭ ‬كانت‭ ‬المجالس‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬كعامل‭ ‬تغيير،‭ ‬ونهضة،‭ ‬ومحطة‭ ‬تلاقي‭ ‬أقرب‭ ‬لدواوين‭ ‬السياسة،‭ ‬يتناقش‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬واجباتهم،‭ ‬وعما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم،‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والحاكم‭ ‬والأرض‭.‬

وأثرت‭ ‬المجالس،‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬الأول‭ ‬للدولة،‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬الأحداث‭ ‬والمنعطفات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬حضورها‭ ‬المستمر‭ ‬كصمام‭ ‬أمان،‭ ‬وقناة‭ ‬توصيل‭ ‬للمعلومة،‭ ‬وللواجب،‭ ‬وللدور‭ ‬المسئول‭.‬

وتنوعت‭ ‬اليوم‭ ‬واختلف‭ ‬أشكالها،‭ ‬وتمددت‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين،‭ ‬كمقصد‭ ‬رئيس‭ ‬للم‭ ‬الشمل،‭ ‬والصحبة،‭ ‬ولقاء‭ ‬الآخر،‭ ‬وهنالك‭ ‬ممن‭ ‬أعرفهم،‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجلس،‭ ‬قبل‭ ‬بناء‭ ‬المسكن‭ ‬نفسه،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬اقتطع‭ ‬أجزاء‭ ‬مهمه‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ليضمها‭ ‬للمجلس؛‭ ‬ليكون‭ ‬أرحب‭ ‬وأكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬مساحة‭.‬

ويفترض‭ ‬هنا،‭ ‬إدراج‭ ‬المجالس‭ ‬المعروفة‭ ‬والنشطة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬السياحة‭ ‬البحرينية،‭ ‬تستقبل‭ ‬الوفود‭ ‬والزوار،‭ ‬وتحتضن‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬الجاذبة،‭ ‬بتجربة‭ ‬جميلة‭ ‬تقدم‭ ‬للعالم،‭ ‬نموذجا‭ ‬حضاريًا‭ ‬بحرينيًا‭ ‬فريدًا،‭ ‬يعكس‭ ‬هوية‭ ‬المواطن،‭ ‬وتاريخ‭ ‬البلد‭. ‬ويفترض‭ ‬أيضًا،‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬الدولة‭ ‬الموازنات‭ ‬المالية‭ ‬الكافية،‭ ‬لدعمها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬إنجاحًا‭ ‬للمهام‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬لأجلها،‭ ‬وضمانًا‭ ‬لاستمرارها‭ ‬وبقائها،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬نفع‭ ‬للزوار‭ ‬والرواد،‭ ‬وكلهم‭ ‬بحرينيون‭ ‬محبون‭ ‬للبلد،‭ ‬نتمنى‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬والصلاح‭.‬