العدالة الناجزة ضرورة لازدهار الأعمال

| د. عبدالقادر ورسمه

“العدالة‭ ‬الناجزة”‭ ‬مصطلح‭ ‬قانوني‭ ‬قديم‭ ‬ومهم‭ ‬وجوهري‭ ‬وله‭ ‬دلالات‭ ‬عميقة‭ ‬تؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬العدالة‭ ‬مجراها‭ ‬بالسرعة‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬الحقوق‭ ‬لأصحابها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وإلا‭ ‬سينتهي‭ ‬أثرها‭ ‬ومفعولها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الحكم‭ ‬سديدا‭. ‬ولهذا،‭ ‬نجد‭ ‬المقولة‭ ‬الشهيرة‭ ‬“أن‭ ‬تأخير‭ ‬العدالة‭ ‬نكران‭ ‬للعدالة”‭. ‬نعم‭ ‬إذا‭ ‬تأخر‭ ‬مجيء‭ ‬العدالة‭ ‬فمن‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬تفقد‭ ‬معناها‭ ‬وهيبتها‭ ‬لأن‭ ‬العدالة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬وتذاق‭ ‬في‭ ‬وقتها‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نقول،‭ ‬بضرورة‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬السريعة،‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التجارة‭ ‬واستقرار‭ ‬الاستثمار‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭.‬

وما‭ ‬يهمنا‭ ‬هنا،‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬بسرعة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬وتطوير‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬المهم،‭ ‬وتقرير‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬الصادر‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬حسم‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬2018‭  ‬تجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬100‭%‬،‭ ‬وبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬عمر‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬بمختلف‭ ‬درجاتها‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و5‭ ‬أشهر‭. ‬وذكر‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬إرساء‭ ‬العدالة‭ ‬وحماية‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والحريات‭ ‬والحقوق‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التطويرية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتوفير‭ ‬الجهد‭ ‬وإدارة‭ ‬الوقت‭ ‬بشكل‭ ‬أمثل‭ ‬عبر‭ ‬تحضير‭ ‬الدعوى‭ ‬وتهيئتها‭ ‬للمرافعة‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬خلال‭ ‬مدد‭ ‬محددة‭ ‬للإسراع‭ ‬بالفصل‭ ‬فيها،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬طبيعة‭ ‬كل‭ ‬دعوى‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه،‭ ‬تم‭ ‬استحداث‭ ‬“الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬العدلية”‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ،‭ ‬متابعة‭ ‬أعمال‭ ‬الخبرة،‭ ‬تقديم‭ ‬الطلبات‭ ‬والمذكرات‭ ‬إلكترونيا،‭ ‬متابعة‭ ‬الأداء‭ ‬القضائي،‭ ‬التبليغ‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وغيرها،‭ ‬والعمل‭ ‬مستمر‭ ‬حثيثا‭ ‬لتحقيق‭ ‬التحول‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لكافة‭ ‬الخدمات‭ ‬العدلية‭. ‬وعبر‭ ‬هذا‭ ‬المجهود‭ ‬المقدر‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬“العدالة‭ ‬الناجزة”‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬علي‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬والمجتمع‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭.‬