تيارات

طرد‭ ‬الجمعيات‭ ‬

| راشد الغائب

في‭ ‬قلب‭ ‬العواصم‭ ‬تنبض‭ ‬حيوية‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يحتضن‭ ‬أكبر‭ ‬وأهم‭ ‬شارع‭ ‬بعاصمة‭ ‬تونس‭ ‬“المسرح‭ ‬البلدي”،‭ ‬الذي‭ ‬افتتح‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬1902،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬117‭ ‬عامًا،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬المسرح‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬شعب‭ ‬متمدن‭.‬

ولم‭ ‬تتبرّم‭ ‬شركة‭ ‬إدارة‭ ‬العقارات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالدولة‭ ‬التونسية‭ ‬أو‭ ‬تتذرّع‭ ‬بأن‭ ‬بناء‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬فندق‭ ‬أو‭ ‬مكاتب‭ ‬استثمارية‭ ‬تدر‭ ‬دخلاً‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬شباك‭ ‬تذاكر‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭.‬

وأنصح‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للاستثمار‭ ‬العقاري‭ (‬إدامة‭) ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬المستنيرة،‭ ‬وكيف‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬القرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثمار‭ ‬بالمجتمع‭ ‬المدني‭.‬

هل‭ ‬تفاكرت‭ ‬الشركة‭ ‬لمرة‭ ‬كيف‭ ‬تستثمر‭ ‬وجود‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمسرحيين‭ ‬بمجمع‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬بالعدلية؟‭.‬

العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشركة‭ ‬والجمعيات‭ ‬فوقية،‭ ‬وجمّدت‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬لجمعيات‭ ‬أهلية‭ ‬جديدة‭ ‬للانتفاع‭ ‬بشقق‭ ‬العدلية‭ ‬بحجة‭ ‬نسف‭ ‬المنطقة‭ ‬وتحويلها‭ ‬لحي‭ ‬استثماري‭.‬

قفزت‭ ‬الإيجارات‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬دينارًا‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬و500‭ ‬دينار،‭ ‬وغادرت‭ ‬الجمعيات‭ ‬المفلسة‭ ‬مقارها،‭ ‬وصمدت‭ ‬أخريات،‭ ‬ولكن‭ ‬إلى‭ ‬متى؟

تكتيك‭ ‬الشركة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الإيجار‭ ‬بشكل‭ ‬تصاعدي‭ ‬حتى‭ ‬تقرّر‭ ‬الجمعية‭ ‬المغادرة‭ ‬أو‭ ‬ستلاحق‭ ‬قضائيًّا‭ ‬لسداد‭ ‬المتأخرات‭. ‬

استيقظوا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تئدوا‭ ‬السلطة‭ ‬الخامسة‭.‬

 

تيار

“لا‭ ‬تحزن،‭ ‬الخالق‭ ‬يُرسل‭ ‬لك‭ ‬الأمل‭ ‬بأكثر‭ ‬اللحظات‭ ‬يأسًا‭. ‬لا‭ ‬تنسَ‭ ‬أن‭ ‬المطر‭ ‬الشديد‭ ‬يأتي‭ ‬مِن‭ ‬الغيوم‭ ‬الأكثر‭ ‬سوادًا”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي