قهوة الصباح

بين الأسقف والفقاعات مسافة

| سيد ضياء الموسوي

قصة‭ ‬النواب‭ ‬تتكرّر‭ ‬بقرارات‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬حشر‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬الزوايا‭ ‬الضيقة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعودنا‭ ‬عليه‭ ‬لسنين‭ ‬طوال‭. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬يتم‭ ‬رفع‭ ‬طموح‭ ‬أسقفها‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬مسبقًا‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬تحققها،‭ ‬والكثير‭ ‬منها‭ ‬لأجل‭ ‬مصالح‭ ‬دعائية،‭ ‬ومع‭ ‬تيقن‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬لا‭ ‬المجلس‭ ‬ولا‭ ‬الشورى‭ ‬على‭ ‬تمريرها‭ ‬لصعوبة‭ ‬تحققها‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬البلاد،‭ ‬أو‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬قناعة‭ ‬لدى‭ ‬المسؤول‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬رفع‭ ‬السقف‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬هرولة‭ ‬الاقتراحات‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬رفع‭ ‬الرواتب‭ ‬البحرينية،‭ ‬والدعوة‭ ‬الدائمة‭ ‬لرفعها،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬المطرقة‭ ‬المناسبة‭ ‬أو‭ ‬الإصبع‭ ‬الرافض‭ ‬أو‭ ‬وسيلة‭ ‬الضغط‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭.‬

ثقافة‭ ‬رفع‭ ‬الأسقف‭ ‬الطامحة‭ ‬سياسة‭ ‬استخدمت‭ ‬لسنين‭ ‬طوال‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬دشّن‭ ‬البرلمان،‭ ‬وكثير‭ ‬منها‭ ‬كانت‭ ‬لأجل‭ ‬فقط‭ ‬دغدغة‭ ‬الجماهير،‭ ‬وكسب‭ ‬ودّها‭ ‬ولو‭ ‬باختلاق‭ ‬فقاعات‭ ‬صابون‭ ‬التصريحات‭ ‬ليبقى‭ ‬المواطن‭ ‬يعيش‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬الأحلام‭ ‬العسلية‭.‬

لست‭ ‬ضد‭ ‬رفع‭ ‬رواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬وإنما‭ ‬أدعو‭ ‬لرفعها‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لا‭ ‬بأسلوب‭ ‬فاستفودي‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬شيئًا‭. ‬وأنا‭ ‬ضد‭ ‬خلق‭ ‬الزفة‭ ‬ودق‭ ‬طبولها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬عروس‭ ‬ولا‭ ‬معرس‭ ‬لنجاح‭ ‬الحفلة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بعلم‭ ‬الفلسفة‭ ‬سالبة‭ ‬بانتفاء‭ ‬الموضوع‭.‬

ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬البرلمانيون‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬التحالفات‭ ‬المتماسكة‭ ‬واصطياد‭ ‬ثغرات‭ ‬التشريع‭ ‬للدخول‭ ‬واصطياد‭ ‬ملفات‭ ‬يكون‭ ‬لنجاحها‭ ‬انعكاس‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬وتكون‭ ‬استراتيجية‭ ‬وليست‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي‭.‬

بإمكان‭ ‬الضغط‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬وملف‭ ‬شهادات‭ ‬جامعات‭ ‬الصين‭ ‬وملف‭ ‬البطالة‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬أرقامه‭ ‬أشبه‭ ‬بمادة‭ ‬زئبقية‭ ‬تمسكها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإعلانات‭ ‬الصحافية‭ ‬لكنها‭ ‬تقفز‭ ‬من‭ ‬يدك‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الواقع‭.‬