برنامج الحكومة

| عبدعلي الغسرة

تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“أمن‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬مُستدام‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬توازن‭ ‬مالي”،‭ ‬وضعت‭ ‬الحكومة‭ ‬برنامجها‭ ‬للأربع‭ ‬سنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬معتمدا‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬استراتيجيتين،‭ ‬الأولى‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬والثانية‭ ‬مخرجات‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬“التطلعات‭ ‬المستقبلية”،‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬2030م‭ ‬واسترشادًا‭ ‬بكتاب‭ ‬التكليف‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬وخطابه‭ ‬عند‭ ‬أداء‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية،‭ ‬وبما‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬المُستدامة‭ ‬وبرنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬العام،‭ ‬وتم‭ ‬تسليم‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬لمناقشته‭ ‬وإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬محتواه‭.‬

واعتمد‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الثوابت،‭ ‬نذكرُ‭ ‬منها‭: ‬تكريس‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬البرنامج‭ ‬وإنجاحه،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬والتنافسية‭ ‬والاستدامة،‭ ‬ودعم‭ ‬تطور‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتثبيت‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬بين‭ ‬الإيرادات‭ ‬والمصروفات‭ ‬الحكومية‭ ‬بحلول‭ ‬2022م،‭ ‬وتنويع‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتنميتها‭ ‬إيجابيَا،‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المُستدامة‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وتدعيم‭ ‬منظومة‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتشجيعه‭ ‬تنمويًا،‭ ‬وتأكيد‭ ‬ضمان‭ ‬الجودة‭ ‬واستدامة‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والإسكانية،‭ ‬وتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬واستخدام‭ ‬الموارد‭ ‬والطاقة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والاستثمار‭ ‬فيها،‭ ‬وتشريع‭ ‬قوانين‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ونموها،‭ ‬وعلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬النقدي‭ ‬بهدف‭ ‬تصويب‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬والدين‭ ‬العام،‭ ‬وتجويد‭ ‬كفاءة‭ ‬وفاعلية‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجية‭ ‬الموظف‭ ‬العام،‭ ‬ومتابعة‭ ‬أداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإبداع‭ ‬والمعرفة‭ ‬والابتكار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الرقابة‭ ‬والمساءلة‭ ‬والشفافية‭ ‬وتحسين‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬يتضح‭ ‬لقارئ‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬نشرت‭ ‬أجزاء‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المُوقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تبتغي‭ ‬منه‭ ‬تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتنويعها‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة،‭ ‬ورفع‭ ‬أداء‭ ‬الموظفين‭ ‬لتحقيق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬العامة‭. ‬

ولتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬أسباب‭ ‬تأخير‭ ‬إنجاز‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬السابق،‭ ‬ووضع‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬لتنفيذها،‭ ‬ووضع‭ ‬دراسات‭ ‬لما‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬مُقبلة‭. ‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭ ‬لتنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحسين‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬للاستثمار‭.‬