سيطرة الأجانب على سوق المنامة!

| نجاة المضحكي

سلام‭ ‬وتحية‭ ‬لصاحب‭ ‬دكان‭ ‬المنامة،‭ ‬إنه‭ ‬ذاك‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬رفع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بكده‭ ‬وتعبه،‭ ‬فلم‭ ‬تسقط‭ ‬عليه‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية؟‭ ‬هذا‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬دكانه‭ ‬أكبر‭ ‬تجارة‭ ‬عمت‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬وهو‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬مكاتب‭ ‬السفريات،‭ ‬وهو‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬وجاء‭ ‬بالبضاعة‭ ‬بماله،‭ ‬وهو‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬لبست‭ ‬نساء‭ ‬البحرين‭ ‬فساتين‭ ‬الأفراح‭ ‬من‭ ‬أقمشته،‭ ‬وهو‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬انقرضت‭ ‬اليوم‭ ‬محلاته‭ ‬وأغلقت‭ ‬محلات‭ ‬خياطته،‭ ‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬وهيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الأجنبي‭ ‬عليه‭ ‬ودعمته‭ ‬بالمال،‭ ‬ودعمت‭ ‬أنشطته‭ ‬وقدمت‭ ‬له‭ ‬الكفالة‭ ‬مباشرة‭ ‬له‭ ‬ولأمه‭ ‬وأبيه‭ ‬وأبناء‭ ‬عمه‭ ‬وأنسابه‭ ‬وأبنائه‭ ‬وأحفاده‭ ‬وجيرانه‭ ‬كرامة‭ ‬له،‭ ‬بينما‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬صار‭ ‬بالنسبة‭ ‬لوزارة‭ ‬التجارة‭ ‬مجرد‭ ‬“مواطن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬دكانه‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة”،‭ ‬ونقول‭ ‬لوزارة‭ ‬التجارة،‭ ‬ياليت‭ ‬هذا‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬دكانه‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭.‬

مع‭ ‬الأسف،‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬طرد‭ ‬من‭ ‬دكانه‭ ‬من‭ ‬أجانب‭ ‬سيطروا‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬المنامة،‭ ‬مدعومين‭ ‬من‭ ‬هيئات‭ ‬ووزارات‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬يهجر‭ ‬دكانه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقعت‭ ‬مرارته،‭ ‬وصار‭ ‬غريبا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة،‭ ‬هذا‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬رفع‭ ‬بمدخراته‭ ‬وأرباحه‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين،‭ ‬فأودعها‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬الوطنية‭ ‬وعمر‭ ‬بها‭ ‬بلاده‭ ‬وعلم‭ ‬بها‭ ‬أبناءه،‭ ‬هذا‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬مخلصا‭ ‬لتراب‭ ‬بلاده،‭ ‬صابراً‭ ‬محتسباً‭ ‬لعل‭ ‬الله‭ ‬يفرجها‭ ‬عليه‭.‬

المواطن‭ ‬في‭ ‬دكانه‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬مفخرة،‭ ‬وهو‭ ‬التاريخ‭ ‬والأصل،‭ ‬وأما‭ ‬الجاليات‭ ‬الغريبة‭ ‬والبعيدة‭ ‬التي‭ ‬تتغنى‭ ‬بحب‭ ‬أوطانها،‭ ‬وليست‭ ‬لممكلة‭ ‬البحرين‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬قلوبها‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬كنز‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ووزارة‭ ‬التجارة،‭ ‬فنرجوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصف‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬بأن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬حفظ‭ ‬كرامته‭ ‬الملك‭ ‬ثم‭ ‬الدستور،‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬لتعليل‭ ‬قوانين‭ ‬ظالمة‭ ‬ظلمت‭ ‬المواطن‭ ‬صاحب‭ ‬الدكان‭ ‬وظلمت‭ ‬أهله،‭ ‬كما‭ ‬سيمتد‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬ويتحمل‭ ‬تبعاته‭ ‬جيل‭ ‬قادم‭ ‬لن‭ ‬يرى‭ ‬أثرا‭ ‬للمواطن‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬جالسا‭ ‬متربعا‭ ‬في‭ ‬دكانه‭ ‬أيام‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الزاهر،‭ ‬أما‭ ‬بعد‭ ‬تدهور‭ ‬الاقتصاد‭ ‬فلن‭ ‬تكون‭ ‬إلا‭ ‬تلك‭ ‬الجاليات‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬فوق‭ ‬المواطن‭.‬

المواطن‭ ‬هو‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬حتى‭ ‬استلمه‭ ‬الأجنبي‭ ‬ليعود‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬“البطاقة‭ ‬والجريش”،‭ ‬ونتمنى‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬أن‭ ‬يتداركوا‭ ‬القوانين‭ ‬الظالمة‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬