لقطة

الاستثمار الرياضي... لم يعد ترفًا!

| أحمد كريم

منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬واللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬بدا‭ ‬واضحا‭ ‬انتعاش‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬تضاعف‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والأزمات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المملكة‭ ‬متأثرة‭ ‬بالسوق‭ ‬العالمية‭ ‬وانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬الميزانية‭ ‬الرياضية‭ ‬الحكومية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬رفعها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الضعف،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬ارتداد‭ ‬سلبي‭ ‬فرض‭ ‬تراجعا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الاتحادات‭ ‬والأندية‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬المال‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬لكنه‭ ‬عصب‭ ‬رئيس،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬واستثمارات‭ ‬ذات‭ ‬مردود‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الرياضي‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المتذبذبة،‭ ‬فالرياضة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة،‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تحديات‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬الرياضة‭ ‬حسب‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭.‬

إن‭ ‬الرياضة‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬لأن‭ ‬تدخل‭ ‬معتركا‭ ‬تنافسيا‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬مدرة‭ ‬للأموال،‭ ‬فالممارسة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬للرياضة‭ ‬بوصفها‭ ‬هواية‭ ‬واحتواءً‭ ‬للشباب‭ ‬أصبحت‭ ‬ترفا‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬وما‭ ‬انتشار‭ ‬الأندية‭ ‬الصحية‭ ‬والأكاديميات‭ ‬والملاعب‭ ‬الخاصة‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬قطاع‭ ‬حيوي‭ ‬جاذب‭ ‬للاستثمار‭.‬

نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تحكم‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬المال‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء،‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬السعي‭ ‬الجدي‭ ‬لدفع‭ ‬الرياضة‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمار‭ ‬واستغلال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬والاتحادات‭ ‬والكوادر‭ ‬الفنية‭ ‬والتدريبية‭ ‬والإدارية‭ ‬؛لخلق‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالاستثمار‭ ‬الرياضي،‭ ‬الذي‭ ‬ينعش‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬ويجعله‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مزاولة‭ ‬نشاطاته‭ ‬بأريحية‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رهينة‭ ‬للميزانية‭ ‬الحكومية‭!‬