ريشة في الهواء

بصمات خليفة بن سلمان

| أحمد جمعة

خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭ ‬المعاصرة‭ ‬مجرد‭ ‬قائد‭ ‬أو‭ ‬زعيم‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬حاله‭ ‬حال‭ ‬الكثيرين‭ ‬الذين‭ ‬مروا‭ ‬بدولهم‭ ‬ولم‭ ‬يتركوا‭ ‬بصمة،‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بصماته‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬منذ‭ ‬تأسست‭ ‬الإدارة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاستثمارية،‭ ‬ومجمل‭ ‬قطاعات‭ ‬ومجالات‭ ‬الدولة،‭ ‬ومنها‭ ‬المجال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬بحكم‭ ‬الوقائع‭ ‬“خلد‭ ‬التاريخ‭ ‬لسموه‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬خلال‭ ‬مباحثات‭ ‬جنيف‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وإيران‭ ‬بالعام‭ ‬1968،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬سموه‭ ‬حازمًا‭ ‬على‭ ‬الوفد‭ ‬الإيراني‭ ‬بأن‭ ‬“البحرين‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬صغيرة‭ ‬المساحة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬ندافع‭ ‬عنها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وإيمان‭ ‬وعزيمة،‭ ‬وحتى‭ ‬آخر‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬دمائنا،‭ ‬ولن‭ ‬ينزل‭ ‬جندي‭ ‬أجنبي‭ ‬إلا‭ ‬وسيجدها‭ ‬نارًا‭ ‬مشتعلة”‭.‬

هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الاستثنائي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مئات‭ ‬المواقف‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحديثة‭ ‬تخلد‭ ‬وتسجل‭ ‬للتاريخ‭ ‬بصفحات‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬المنعطف‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وركائزها‭ ‬الصلبة‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬بالتوازن‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬بالصلابة‭ ‬والحسم‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأخطار،‭ ‬لقد‭ ‬قاد‭ ‬سموه‭ ‬مرحلة‭ ‬تأسيس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬ومعها‭ ‬بالطبع‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭.‬

اليوم‭ ‬عندما‭ ‬نقف‭ ‬ونتأمل‭ ‬الصرح‭ ‬الشامخ‭ ‬بعالم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسات،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬التاريخية‭ ‬تأسست‭ ‬بقواعد‭ ‬منهجية‭ ‬دعامتها‭ ‬حكمة‭ ‬وحنكة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬بسبيل‭ ‬حماية‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬واجه‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬بحزمٍ‭ ‬واقتدار‭ ‬وقاد‭ ‬السفينة‭ ‬سياسياً‭ ‬ودبلوماسياً‭ ‬بأخطر‭ ‬المراحل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وأسس‭ ‬ودعم‭ ‬فريقا‭ ‬متكاملا‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬زودهم‭ ‬بخبراته‭ ‬وحكمته‭ ‬ليديروا‭ ‬بتوجيه‭ ‬منه‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬وسط‭ ‬الأمم‭ ‬وسمعة‭ ‬دولية‭ ‬واحترام‭ ‬أممي‭ ‬بكل‭ ‬المحافل‭ ‬العالمية‭ ‬نتيجة‭ ‬إدارة‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬دفة‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬وما‭ ‬تصديه‭ ‬للمطالبات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بفترة‭ ‬تاريخية‭ ‬حرجة‭ ‬وإخراجه‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬بركان‭ ‬مستعر‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬عزمه‭ ‬وإصراره‭ ‬الذي‭ ‬حفظ‭ ‬للبحرين‭ ‬كيانها‭ ‬عبر‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬تطورها‭ ‬الحديث‭. ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬تزدهر‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬سموه‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬المراحل‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتدين‭ ‬للمكانة‭ ‬التاريخية‭ ‬لسموه‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يقود‭ ‬سياستها‭ ‬بحكمة‭ ‬واقتدار،‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬بعمره‭ ‬ليواصل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬العطاء‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬بدأه‭ ‬ومازال‭ ‬يكمل‭ ‬الطريق‭ ‬بحكمته‭ ‬المعهودة‭.‬

 

تنويرة‭:

‬السلام‭ ‬مع‭ ‬ذاتك‭ ‬قمة‭ ‬الانتصار‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬حاربك‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬