فجر جديد

ظاهرة توسيخ الشوارع

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬عدة‭ ‬أيام،‭ ‬وأثناء‭ ‬وقوفي‭ ‬عند‭ ‬إحدى‭ ‬الإشارات‭ ‬المرورية،‭ ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬المجاورة‭ ‬لي‭ ‬بفتح‭ ‬النافذة،‭ ‬ورمي‭ ‬مخلفات‭ ‬وجبة‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬ليعيد‭ ‬إغلاقها‭ ‬بهدوء،‭ ‬وهو‭ ‬يكمل‭ ‬محادثته‭ ‬الهاتفية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مشغولاً‭ ‬بها‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬آخر،‭ ‬رأيت‭ ‬أحد‭ ‬عمال‭ ‬تنظيف‭ ‬الشوارع،‭ ‬وهو‭ ‬يتخطى‭ ‬الشارع‭ ‬بخطورة،‭ ‬والسيارات‭ ‬تعبر‭ ‬بجواره‭ ‬بسرعة‭ ‬يميناً‭ ‬ويسارا،‭ ‬لكي‭ ‬يزيح‭ ‬علبة‭ ‬“بيبسي”‭ ‬رميت‭ ‬بإهمال‭ ‬من‭ ‬أحدهم‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬السينما،‭ ‬والتي‭ ‬يحولها‭ ‬البعض‭ ‬لأقرب‭ ‬من‭ ‬حظائر‭ ‬الغنم،‭ ‬برمي‭ ‬مخلفات‭ ‬الأطعمة،‭ ‬فإن‭ ‬هنالك‭ ‬سائقين‭ ‬لا‭ (‬يحشمون‭) ‬أحقية‭ ‬العامة‭ ‬بشوارع‭ ‬نظيفة،‭ ‬وأنيقة،‭ ‬تعكس‭ ‬حضارية‭ ‬البلد‭ ‬للزوار‭ ‬والمقيمين،‭ ‬بممارسة‭ ‬كهذه،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬حاويات‭ ‬القمامة‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬الكلفة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬الدولة،‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬التنظيف،‭ ‬والتي‭ ‬يتوزع‭ ‬عمالها‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬فإن‭ ‬كثرة‭ ‬وجودهم‭ ‬ولدت‭ ‬سلوكيات‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المحافظ،‭ ‬“كالشحت”‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تنظيف‭ ‬الشوارع‭. ‬

وتقدم‭ ‬إمارة‭ ‬دبي،‭ ‬ومسقط،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الأخرى،‭ ‬تجربة‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬لوائح‭ ‬العقوبات‭ ‬والغرامات‭ ‬بشأن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كتوسيخ‭ ‬الشوارع،‭ ‬وإلقاء‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬الشواطئ،‭ ‬والملصقات‭ ‬والإعلانات‭ ‬والنشرات‭ ‬العشوائية،‭  ‬وإلقاء‭ ‬عبوات‭ ‬المبيدات‭ ‬في‭ ‬حاوية‭ ‬القمامة‭ ‬وغيرها،‭ ‬نحتاج‭ ‬لأن‭ ‬ننظر‭ ‬لها‭ ‬جيدا،‭ ‬وأن‭ ‬نستفيد‭ ‬منها،‭ ‬بتطبيق‭ ‬عادل‭ ‬وصارم،‭ ‬والبحرين‭ ‬تستاهل‭.‬