تيارات

سنة كبيسة!

| راشد الغائب

إذا‭ ‬صدقت‭ ‬معلومات،‭ ‬وردتني،‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬للوزارات،‭ ‬خفض‭ ‬موازنات‭ ‬المشروعات،‭ ‬بالعامين‭ ‬2019‭ - ‬2020،‭ ‬إلى‭ ‬النصف،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬دخول‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬بحالة‭ ‬ركود‭ ‬وجمود‭.‬

ولأبسّط‭ ‬للقارئ‭ ‬تعميم‭ ‬الوزارة،‭ ‬بخفض‭ ‬ميزانية‭ ‬المشروعات‭ ‬إلى‭ ‬50‭ %‬،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬انخفاض‭ ‬وتيرة‭ ‬عمل‭ ‬توسعة‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬وشح‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬واستبعاد‭ ‬بناء‭ ‬مدارس،‭ ‬ولا‭ ‬أفق‭ ‬لافتتاح‭ ‬حدائق‭ ‬جديدة،‭ ‬وتأثر‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬والبريد‭ ‬والطيران،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬شبابية‭ ‬أو‭ ‬صيانة‭ ‬القائمة،‭ ‬واحتمال‭ ‬تأخر‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الجامعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجديدة‭ ‬وتعطل‭ ‬تطوير‭ ‬مباني‭ ‬كليات‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتراجع‭ ‬عن‭ ‬رعاية‭ ‬مواقع‭ ‬أثرية،‭ ‬وتهاوي‭ ‬تصورات‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬تعديلها‭.‬

سياسة‭ ‬شد‭ ‬الحزام‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬وقف‭ ‬ضخ‭ ‬الدنانير‭ ‬للمشروعات؛‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬شل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وتحويلها‭ ‬لواجهات‭ ‬عمرانية‭ ‬مكتبية،‭ ‬تؤدي‭ ‬واجبات‭ ‬روتينية‭.‬

ويتعين‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬خطط‭ ‬إنفاذ‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬عائقا،‭ ‬لإتمام‭ ‬المشروعات‭ ‬الخدمية؛‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬اجتذاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬وتنشيط‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنافسية‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬الجديدة‭ ‬للدولة‭ ‬ستكون‭ ‬كبيسة،‭ ‬وقادة‭ ‬الجهاز‭ ‬الحكومي‭ ‬سيجاهدون،‭ ‬لإتمام‭ ‬الواجبات،‭ ‬بميزانية‭ ‬“لايت”،‭ ‬وكادر‭ ‬منكمش،‭ ‬بعد‭ ‬تسرب‭ ‬كفاءات،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“التقاعد‭ ‬الاختياري”،‭ ‬دون‭ ‬إحلال‭.‬

وأبلغني‭ ‬نواب،‭ ‬عن‭ ‬مصارحاتهم،‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬حكوميين،‭ ‬باجتماعات‭ ‬لجنة‭ ‬دراسة‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬وخارجها‭. ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬طلبوا،‭ ‬من‭ ‬المنتخبين،‭ ‬وقف‭ ‬المطالب‭ ‬الشعبوية؛‭ ‬بسبب‭ ‬ثقوب‭ ‬الخزانة‭ ‬العامة‭.‬

سألوا‭: ‬ما‭ ‬الحل؟‭.. ‬وأجابوهم‭: ‬“مدوا‭ ‬اللحاف‭ ‬على‭ ‬قد‭ ‬ريولكم”‭.‬

 

تيار

“لا‭ ‬تنطفئ‭.. ‬ربما‭ ‬كنت‭ ‬لأحدهم‭ ‬سراجا،‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تشعر”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي