دمار الشهادات المزورة

| سعيد محمد

لابد‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬–‭ ‬بادي‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬الشهادات‭ ‬المزورة،‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الشقيقة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ (‬حيلة‭) ‬للظفر‭ ‬بمناصب‭ ‬وترقيات‭ ‬ومواقع‭ ‬قيادية‭ ‬عليا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬فعل‭ ‬خطير‭ ‬ومدمر‭! ‬فالدول‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬كوادرها‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬المؤهلين‭ ‬وحملة‭ ‬الشهادات‭ ‬التخصصية‭ ‬الحقيقية‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬العلم‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والتطوير،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬المزورين‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬تنفع‭ ‬الوطن‭ ‬ولن‭ ‬تنفعنا‭ ‬ولن‭ ‬تنفعهم‭ ‬تلك‭ ‬الورقة‭ (‬الصفراء‭).‬

بعد‭ ‬توجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بالتدقيق‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬لموظفي‭ ‬الدولة،‭ ‬لاتزال‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬تسير‭ ‬ببطء‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬ووفق‭ ‬إدارة‭ ‬التقييم‭ ‬والمتابعة‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬فإن‭ ‬قرابة‭ ‬800‭ ‬مؤهل‭ ‬أخضع‭ ‬للتقييم،‭ ‬وحسبما‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬فإن‭ ‬سبب‭ ‬التأخير‭ ‬هو‭ ‬الحاجة‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬التدقيق‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتأخر‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬لجنة‭ ‬التقييم‭ ‬بالمستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وليس‭ ‬منطقيًا‭ ‬قبول‭ ‬كلام‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ (‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬يتقاعسون‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المستندات‭!)‬،‭ ‬ولأن‭ (‬كاد‭ ‬المريب‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬خذوني‭)‬،‭ ‬فلا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬المتقاعس‭ ‬وفق‭ ‬لوائح‭ ‬وأنظمة‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬وقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬رقم‭ ‬270‭ ‬بشأن‭ ‬التزوير‭.‬

والله‭ ‬أعلم،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬كبير‭! ‬وإذا‭ ‬صح‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬نتمناه‭ ‬أبدًا،‭ ‬فإن‭ ‬المصيبة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬مواجهتها‭ ‬وتصحيحها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬الكارثة‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬للكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬تأهيلًا‭ ‬علميًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬لكي‭ ‬تتقدم‭ ‬وتنهض،‭ ‬ولن‭ ‬يقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬اشترى‭ ‬شهادته‭ ‬الوهمية‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬والجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬الوهمية‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المقترح‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬ويستخدم‭ ‬أدواته‭ ‬البرلمانية‭ ‬ويشكل‭ ‬لجنة‭ ‬متخصصة‭ ‬تكشف‭ (‬المستور‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يراد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يستر‭)‬،‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬شهادة‭ ‬مزورة،‭ ‬وفي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شهادة‭ ‬وهمية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بأس،‭ ‬لايزال‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحًا‭ ‬لكشف‭ ‬المزورين‭ ‬وتقديمهم‭ ‬إلى‭ ‬العدالة‭.. ‬وإلا‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الوطن‭ ‬السلام‭.‬