فجر جديد

أنقذوا تجار السوق الشعبي

| إبراهيم النهام

تزايدت‭ ‬أخيرًا،‭ ‬شكاوى‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬بالسوق‭ ‬الشعبي‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى؛‭ ‬بسبب‭ ‬عزوف‭ ‬الزبائن‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬محالهم،‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬أهمها‭ ‬الفرش‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬للعمالة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬والتي‭ ‬تطوق‭ ‬السوق،‭ ‬كالسوار‭ ‬على‭ ‬المعصم‭.‬

هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المتكرر،‭ ‬والمتمدد،‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬المنقضات‭ ‬لصغار‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬بالمملكة،‭ ‬والذين‭ ‬يلتزمون‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬السائدة‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد،‭ ‬كتأجير‭ ‬المحل،‭ ‬وفتح‭ ‬السجل،‭ ‬ودفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلدية،‭ ‬وسداد‭ ‬رسوم‭ ‬هيئة‭ ‬تنظم‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وغيرها‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لغياب‭ ‬الرقابة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬تتجاوز‭ ‬جموع‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬حدودها‭ ‬بهذا‭ ‬البلد،‭ ‬عبر‭ ‬مزاولة‭ ‬التجارة‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬وغير‭ ‬المكلفة،‭ ‬وبأسعار‭ ‬تنافسية؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لانخفاض‭ ‬كلفة‭ ‬البيع‭ ‬والعرض‭.‬

وأرغم‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬بالسوق‭ ‬الشعبي،‭ ‬على‭ ‬وصد‭ ‬الأبواب‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اليوم،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يمارس‭ ‬العمل‭ ‬إلا‭ ‬بإجازة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وآخرون‭ ‬أقفلوا‭ ‬محلاتهم‭ ‬بالفعل،‭ ‬واتجهوا‭ ‬لممارسة‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى،‭ ‬ليتحول‭ ‬السوق‭ ‬كالمقبرة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬معلمًا‭ ‬تجاريًا،‭ ‬ومقصدًا‭ ‬عائليًا‭ ‬مهما‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬عمل‭ ‬فرق‭ ‬التفتيش‭ ‬المختصة‭ ‬للعمالة‭ ‬السائبة،‭ ‬بشكل‭ ‬موسمي،‭ ‬أو‭ ‬دوري،‭ ‬وإنما‭ ‬منتظم،‭ ‬ودائم،‭ ‬ويفضل‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬رقم‭ ‬خط‭ ‬ساخن‭ ‬للبلاغ‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الغير‭ ‬قانونية‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬دعائية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وترويجية‭ ‬مكثفة،‭ ‬وإقامة‭ ‬فعاليات‭ ‬ومهرجانات‭ ‬مختلفة،‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي؛‭ ‬دعمًا‭ ‬لأصحاب‭ ‬المحال‭ ‬والذين‭ ‬تحتضر‭ ‬تجارتهم،‭ ‬وتتآكل،‭ ‬للأسباب‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭.‬