مبادئ دبي الثمانية

| عبدعلي الغسرة

أطلق‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬ثمانية‭ ‬مبادئ،‭ ‬مبادئ‭ ‬شُيدت‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬واستشرافا‭ ‬للمستقبل،‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬حاكم‭ ‬همه‭ ‬الأول‭ ‬سيادة‭ ‬بلاده‭ ‬وتطورها‭ ‬ورقي‭ ‬شعبه،‭ ‬وبرؤية‭ ‬تلتزم‭ ‬بالنماء‭ ‬والرخاء،‭ ‬وبفكرٍ‭ ‬مُتجدد‭.‬

حملت‭ ‬المبادئ‭ ‬الثمانية‭ ‬العناوين‭ ‬التالية‭: (‬الاتحاد‭ ‬هو‭ ‬الأساس،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬فوق‭ ‬القانون،‭ ‬نحن‭ ‬عاصمة‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬النمو‭ ‬له‭ ‬محركات‭ ‬ثلاثة،‭ ‬مجتمعنا‭ ‬له‭ ‬شخصية‭ ‬منفردة،‭ ‬لا‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬واحد‭ ‬للحياة،‭ ‬أرض‭ ‬المواهب‭ ‬ونفكر‭ ‬للأجيال‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬ثمرة‭ ‬لخمسين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الحافلة‭ ‬بالبذل‭ ‬والعطاء‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬دبي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإماراتي،‭ ‬وهي‭ ‬مبادئ‭ ‬ليست‭ ‬عابرة،‭ ‬فجميعها‭ ‬تحمل‭ ‬رسائل‭ ‬وطنية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتربوية‭ ‬وإنسانية‭.‬

أولا‭: ‬إنها‭ ‬تجسد‭ ‬فلسفة‭ ‬الحُكم‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬وحاكمها،‭ ‬وتمثلت‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والسياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والحقوق‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهذه‭ ‬وضعت‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬تليق‭ ‬بنهجها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬لها‭ ‬النجاح،‭ ‬وهي‭ ‬استمرار‭ ‬وتتويج‭ ‬لهذا‭ ‬النجاح‭. ‬إن‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬دبي‭ ‬هو‭ ‬نجاح‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وبذلك‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬لذاتها‭ ‬وبمفردها‭ ‬بل‭ ‬لاتحادها‭.‬

ثانيًا‭: ‬ترسل‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتولى‭ ‬المسؤولية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة‭ ‬أم‭ ‬صغيرة،‭ ‬لأنها‭ ‬مبادئ‭ ‬وضعت‭ ‬للحُكم‭ ‬ولتحقق‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬وشعبها،‭ ‬وفي‭ ‬دولة‭ ‬الحُكم‭ ‬العادل‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬القانون‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وجميعهم‭ ‬متساوون‭ ‬كبيرهم‭ ‬وصغيرهم،‭ ‬الغني‭ ‬والفقير،‭ ‬المواطن‭ ‬والمسؤول،‭ ‬فالقانون‭ ‬فوق‭ ‬الجميع‭.‬

ثالثًا‭: ‬دبي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الارتقاء‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بالسياسة،‭ ‬إنما‭ ‬بفكر‭ ‬القيادة‭ ‬وإرادتها‭ ‬واحترامها‭ ‬شعبها‭ ‬والتزامها‭ ‬بالقوانين‭ ‬وتسلحها‭ ‬بمبادئ‭ ‬التنمية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬فدبي‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬قارة‭ ‬كبيرة‭ ‬بمساحةٍ‭ ‬صغيرة‭ ‬بفضل‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادها‭ ‬وتنوعه‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬المُنتجة‭ ‬لأجل‭ ‬استدامة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬والإمارات‭. ‬

رابعًا‭: ‬إن‭ ‬دبي‭ ‬تزداد‭ ‬توهجًا‭ ‬وعطاء،‭ ‬مؤمنة‭ ‬بتعددية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وجعلت‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬مكانًا‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬مُنتج،‭ ‬فهي‭ ‬أرض‭ ‬للمواهب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أتاحت‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬أن‭ ‬يُبدع‭ ‬بعقلٍ‭ ‬منفتح‭ ‬وفكرٍ‭ ‬نير‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬استثمار‭ ‬للمُستقبل،‭ ‬مُستقبل‭ ‬دبي‭ ‬والإمارات‭ ‬وأجيالها،‭ ‬لكي‭ ‬تبقى‭ ‬الإمارات‭ ‬حصنًا‭ ‬منيعًا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بإنجازاتها،‭ ‬بل‭ ‬بقيمها‭ ‬وأخلاقها‭ ‬ومبادئها‭... ‬إنها‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬قدرات‭ ‬الإنسان‭ ‬لتغيير‭ ‬حياته‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭.‬