ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... الجيش المصري

| د. طارق آل شيخان الشمري

كانت‭ ‬مصر‭ ‬إحدى‭ ‬محطات‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬اجتمع‭ ‬فيها‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬والكسرويين‭ ‬بإيران‭ ‬والطورانيين‭ ‬بتركيا‭ ‬والإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬بكل‭ ‬قوتهم،‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تنهش‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬نهشا‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بعده‭ ‬قائمة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬“الديمقراطية”‭ ‬كما‭ ‬بالعراق،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأحزاب‭ ‬هناك‭ ‬تفكر‭ ‬بمصالحها‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭... ‬وكالديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬العميل‭ ‬الكسروي‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬تعطيل‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭. ‬وكان‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬مدركا‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬ونتائج‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬وكان‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬أيضا‭ ‬مستعدا‭ ‬لكل‭ ‬طارئ،‭ ‬قد‭ ‬يحدثه‭ ‬خونة‭ ‬وعملاء‭ ‬الطورانيين‭ ‬أي‭ ‬“الإخوان‭ ‬المسلمين”،‭ ‬حيث‭ ‬أدار‭ ‬الجيش‭ ‬الحياة‭ ‬بمصر‭ ‬بكل‭ ‬سلاسة،‭ ‬فقد‭ ‬أمن‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬بكل‭ ‬شفافية،‭ ‬وتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وتقدم‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬لترشيح‭ ‬نفسه‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬أحد‭ ‬المتآمرين‭ ‬الذين‭ ‬أداروا‭ ‬مؤامرة‭ ‬ربيع‭ ‬مصر،‭ ‬وهم‭ ‬العلقميون‭ ‬الجدد‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭.‬

ووجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬العملاء‭ ‬“الإخوان”‭ ‬الفرصة‭ ‬مواتية‭ ‬لهم‭ ‬لاكتساح‭ ‬الصناديق،‭ ‬وظنوا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬بكل‭ ‬تاريخها‭ ‬وشعبها‭ ‬ومقدراتها‭ ‬ستكون‭ ‬لهم‭ ‬بالكامل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيقسمون‭ ‬الكعكة‭ ‬المصرية‭ ‬بين‭ ‬المتآمرين،‭ ‬فإيران‭ ‬سيسمح‭ ‬لها،‭ ‬وبحجة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحرية‭ ‬والعهد‭ ‬الجديد‭ ‬لمصر،‭ ‬بدخول‭ ‬أرض‭ ‬الكنانة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندتها‭ ‬وبناء‭ ‬معابد‭ ‬ومعاهد‭ ‬ومراكز‭ ‬لنشر‭ ‬الخمينية،‭ ‬والطورانيون‭ ‬سيلحقون‭ ‬مصر‭ ‬اقتصاديا‭ ‬بهم،‭ ‬وسيتم‭ ‬مسح‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬واستبداله‭ ‬بصور‭ ‬وسيرة‭ ‬زعيم‭ ‬الطورانيين‭ ‬المنافق،‭ ‬وسيتم‭ ‬غرس‭ ‬كل‭ ‬معلم‭ ‬طوراني‭ ‬بمصر‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مستعمرة‭ ‬للمحتلين‭ ‬الطورانيين،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الحرية‭ ‬والعهد‭ ‬الجديد‭ ‬لمصر‭ ‬الذي‭ ‬أتى‭ ‬به‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭.‬

أما‭ ‬قطر،‭ ‬فسترفع‭ ‬الراية‭ ‬القطرية‭ ‬وهي‭ ‬تصرخ‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتها‭: ‬لقد‭ ‬فعلناها‭... ‬لقد‭ ‬فعلنا‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬عنه‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬مصر‭ ‬تسقط‭ ‬بأيدينا،‭ ‬والدور‭ ‬قادم‭ ‬لإسقاط‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬وسمنرغ‭ ‬أنف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬أمامنا‭ ‬مهما‭ ‬علا‭ ‬شأنه‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬يعلم‭ ‬بكل‭ ‬أحلام‭ ‬هؤلاء،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬ذكيا‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الدخول‭ ‬والإجهاز‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬المتآمرين،‭ ‬إلا‭ ‬حينما‭ ‬تحين‭ ‬اللحظة‭ ‬الحاسمة،‭ ‬واستمر‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتآمرين‭ ‬في‭ ‬غرورهم‭ ‬وتكبرهم‭ ‬وأحلامهم،‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يصوب‭ ‬البندقية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فيهم‭. ‬وفعلا،‭ ‬حانت‭ ‬اللحظة‭ ‬الحاسمة‭ ‬بثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو،‭ ‬والتي‭ ‬خرج‭ ‬فيها‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬مصري،‭ ‬يؤيدون‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للمتآمرين‭... ‬عندها،‭ ‬رفع‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬المصري‭ ‬كفيه‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬قائلا‭: ‬لك‭ ‬الحمد‭ ‬يا‭ ‬الله‭ ‬أنك‭ ‬وفقتنا‭ ‬لأن‭ ‬نحمي‭ ‬أرواح‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭... ‬لك‭ ‬الحمد‭ ‬يا‭ ‬الله‭ ‬أنك‭ ‬وفقتنا‭ ‬لأن‭ ‬نرد‭ ‬كيد‭ ‬المتآمرين‭ ‬إلى‭ ‬نحورهم‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬