صور مختصرة

“حطوا دوبكم ودوبهم”

| عبدالعزيز الجودر

قبل‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬الشفاء‭ ‬على‭ ‬والدنا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

“نرد‭ ‬الراس”‭ ‬لموضوعنا‭ ‬فبعد‭ ‬مرور‭ ‬“أحديدا‭ ‬سهل”‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الحالي‭ ‬“اللي‭ ‬للحين‭ ‬ما‭ ‬عرفنه‭ ‬مايته‭ ‬عدل،‭ ‬سقي‭ ‬أو‭ ‬ثبر”،‭ ‬ونتطلع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬أعضاؤه‭ ‬بواجبهم‭ ‬البرلماني‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬واحتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وتعويضه‭ ‬عن‭ ‬المجالس‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهمه‭ ‬مباشرة‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬وحماس‭ ‬وعزيمة‭ ‬ونشاط‭ ‬شعبي‭ ‬كبير‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬ومراقبة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬أداء‭ ‬جميع‭ ‬النواب،‭ ‬وكما‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بداية‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬جديد،‭ ‬أي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالبرلمان‭ ‬الشعبي‭ ‬المصغر،‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الشعوب‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬واليوم‭ ‬المتقاعدون‭ ‬المثقفون‭ ‬“ترس‭ ‬الديره”،‭ ‬وعليهم‭ ‬دور‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.‬

شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬يمتلك‭ ‬منظومة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬والذكاء‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬شعب‭ ‬جدير‭ ‬بتحمله‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬كاملة‭ ‬ومشهود‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يتأخر‭ ‬ولا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بدوره‭ ‬تجاه‭ ‬مجتمعه‭ ‬عندما‭ ‬تستدعي‭ ‬الحاجة‭ ‬و”يحمى‭ ‬الوطيس”،‭ ‬والتاريخ‭ ‬القديم‭ ‬والجديد‭ ‬يشهدان‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

لهذا‭ ‬علينا‭ ‬كمواطنين‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬دوما،‭ ‬مؤثرين‭ ‬وفاعلين‭ ‬وإيجابيين‭ ‬في‭ ‬انتزاع‭ ‬حقوقنا‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬النائب‭ ‬الذي‭ ‬ساهمنا‭ ‬في‭ ‬وصوله‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬المقعد‭ ‬البرلماني،‭ ‬“حطوا‭ ‬دوبكم‭ ‬ودوبه،‭ ‬ليكون‭ ‬اتهدونه،‭ ‬وإذا‭ ‬بغيت‭ ‬نائبك‭ ‬دوم‭ ‬حاسبه‭ ‬كل‭ ‬يوم”‭.‬

ومقابل‭ ‬ذلك‭ ‬نسعد‭ ‬كمواطنين‭ ‬عندما‭ ‬نشهد‭ ‬تعاونا‭ ‬وثيقا‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬الموقرتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والأخرى‭ ‬التشريعية،‭ ‬ونفرح‭ ‬أكثرعندما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تجاوب‭ ‬سريع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬لما‭ ‬يتقدم‭ ‬به‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬ومقترحات‭ ‬بقوانين،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬المعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬المباشرة‭.‬

الصورة‭ ‬الثانية

كاتب‭ ‬السطور‭ ‬“في‭ ‬قلبه‭ ‬شي‭ ‬وده‭ ‬يقوله”‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬ويتطلع‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬وتحديدا‭ ‬الجدد‭ ‬منهم‭ ‬الذين‭ ‬“أفرطوا”‭ ‬من‭ ‬المعاشات‭ ‬التقاعدية‭ ‬حسب‭ ‬التعديل‭ ‬الأخير،‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬على‭ ‬خطوة‭ ‬جريئة‭ ‬وحتما‭ ‬سوف‭ ‬تثلج‭ ‬قلوب‭ ‬البحرينيين‭ ‬جميعا،‭ ‬وذلك‭ ‬بالدفع‭ ‬النيابي‭ ‬الجماعي‭ ‬نحو‭ ‬إلغاء‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬“32”‭ ‬لسنة‭ ‬2009‭ ‬المتعلق‭ ‬بصندوق‭ ‬تقاعد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬الذي‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬النواب‭ ‬والشوريون‭ ‬والبلديون‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬ففي‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬الشعبي‭ ‬الكبير‭ ‬سيحسب‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬هذا‭ ‬المجلس،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬فهل‭ ‬يفعلها‭ ‬النواب؟‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬همتهم‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬