زبدة القول

اليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية

| د. بثينة خليفة قاسم

الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬عنوان‭ ‬الدولة‭ ‬وأداتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬بقية‭ ‬العالم،‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الأداة‭ ‬تتعاظم‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬مع‭ ‬تشابك‭ ‬المصالح‭ ‬والصراعات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبعضها‭ ‬البعض‭.‬

والدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬تاريخها‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬بأدائها‭ ‬الراقي‭ ‬ونجاحها‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬للدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬وحكومات‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬السواء‭.‬

وكما‭ ‬قال‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بمناسبة‭ ‬احتفال‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بيوبيلها‭ ‬الذهبي‭: ‬“لا‭ ‬يُقاس‭ ‬عمر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بالسنوات‭ ‬التي‭ ‬تقطعها،‭ ‬إنما‭ ‬بالإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها،‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬جلالته‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬مفخرة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالته‭ ‬الزاهر”‭.‬

الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬للعالم‭ ‬تقديما‭ ‬واقعيا‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إفراط‭ ‬أو‭ ‬تفريط،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬بالفعل‭ ‬ولا‭ ‬تمارس‭ ‬أي‭ ‬كذب‭ ‬أو‭ ‬تلوين‭ ‬للحقائق‭.‬

البحرين‭ ‬دولة‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬عليها،‭ ‬وتعرف‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬حولها،‭ ‬وتتحرك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬وإنساني‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬العربدة،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تتحالف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬يكون‭ ‬الإرهاب‭ ‬أداته‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭.‬

البحرين‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحها‭ ‬وهذا‭ ‬حقها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬لكن‭ ‬الفرق‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬استخدام‭ ‬الأدوات‭ ‬النظيفة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة‭ ‬والقواعد‭ ‬الإنسانية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬الدم‭ ‬والدمار‭. ‬

لو‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الحصاد‭ ‬الذي‭ ‬جنته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تاريخها،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬البحرين‭ ‬للعالم‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬الواقعية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬يحترمها‭ ‬العالم‭. ‬

ولأن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬تتبنى‭ ‬الشفافية‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬الحقائق‭ ‬المطلقة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نادر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬فهي‭ ‬دبلوماسية‭ ‬جريئة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬بلدها،‭ ‬ويتضح‭ ‬هذا‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬وكلمات‭ ‬قائد‭ ‬هذه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نجده‭ ‬يوما‭ ‬إلا‭ ‬جريئا‭ ‬يسمي‭ ‬الأشياء‭ ‬بأسمائها‭ ‬ويقول‭ ‬كلمته‭ ‬بصراحة‭ ‬ووضوح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭.‬

“بمناسبة‭ ‬العيد‭ ‬الذهبي‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬نقدم‭ ‬التهنئة‭ ‬والاحترام‭ ‬لمؤسس‭ ‬هذه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ونقدم‭ ‬التهنئة‭ ‬لكل‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬بها‭ ‬وساعدوا‭ ‬في‭ ‬إعلاء‭ ‬شأن‭ ‬البحرين”‭.‬