سوالف

ضعف أداء البلديين والتسليم بقبول الأمر الواقع

| أسامة الماجد

عودة‭ ‬إلى‭ ‬مشاكل‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬“يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الآن‭ ‬حملة‭ ‬واسعة‭ ‬وشاملة‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬فلغاية‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تبذل‭ ‬جهود‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البلديين‭ ‬لمواجهتها‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬كالسيل‭ ‬الجارف”‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬كلام‭ ‬المواطن‭ ‬بسيطا‭ ‬وعاديا‭ ‬ومتكررا،‭ ‬لكنه‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬أبجديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬فأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬لم‭ ‬أسمع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬البلديين‭ ‬الذين‭ ‬تناوبوا‭ ‬على‭ ‬الكرسي‭ ‬بأنه‭ ‬قام‭ ‬بإجراء‭ ‬بحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬تتطلبها‭ ‬المشكلة‭ ‬الأزلية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬مثلا،‭ ‬فالعضو‭ ‬البلدي‭ ‬هناك‭ ‬تكون‭ ‬قاعدة‭ ‬انطلاقه‭ ‬ووجوده‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مشروع‭ ‬حتمية‭ ‬وضرورية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬التنفيذ‭ ‬وصيانة‭ ‬الطرق‭ ‬والأعمال‭ ‬الداخلية،‭ ‬ويعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬دائرته‭ ‬وبالمواصفات‭ ‬القياسية،‭ ‬ويكون‭ ‬مرجعا‭ ‬ودليلا‭ ‬مهما‭ ‬لكل‭ ‬النواحي‭ ‬العملية،‭ ‬أما‭ ‬لدينا‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فالعضو‭ ‬البلدي‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬الواجب،‭ ‬ويفتقد‭ ‬التناسق‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأعمال،‭ ‬والدليل‭ ‬بقاء‭ ‬المشاكل‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬حل،‭ ‬يأتي‭ ‬“س”‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬“ص”‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬والكراسي‭ ‬تتغير،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬الأسطورية‭ ‬الغامضة‭ ‬لبعض‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موجودة‭ ‬وتطل‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بأجمل‭ ‬الوجوه‭.‬

عندما‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مشكلة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬أبناء‭ ‬الدائرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬سنة،‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬ستصيب‭ ‬السامع‭ ‬بصدمة‭ ‬كهربائية‭ ‬وعلى‭ ‬الطريقة‭ ‬الرومانتيكية،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬“وأتكلم‭ ‬عن‭ ‬الدائرة‭ ‬الأولى‭ ‬بالجنوبية”‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الطلاسم‭ ‬والألغاز،‭ ‬إنما‭ ‬مجرد‭ ‬شكوى‭ ‬عامة‭ ‬تتطلب‭ ‬استجابة‭ ‬حاسمة‭ ‬وسريعة،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬خطيرا‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشاكل‭ ‬وملاحظات‭ ‬أبناء‭ ‬الدائرة‭.‬

وضع‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬العدم‭ ‬واليأس،‭ ‬ومع‭ ‬كامل‭ ‬احترامنا‭ ‬“للعضو‭ ‬الجديد”‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬والأصوات‭ ‬القديمة‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات‭ ‬يرن‭ ‬صداها‭ ‬في‭ ‬الأعماق‭ ‬دون‭ ‬حل‭.. ‬عفوا‭.. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يتحدث‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬ميزانيات‭ ‬وأنها‭ ‬سبب‭ ‬تأخير‭ ‬الأعمال‭ ‬والمتابعة،‭ ‬نحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬شيء‭ ‬غريب‭ ‬أذهلنا،‭ ‬وهو‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬البلديين‭ ‬والتسليم‭ ‬بقبول‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭.‬