لقطة

القلم.. بين اليد والقدم!

| أحمد كريم

يتهمنا‭ ‬البعض‭ ‬بالتقصير‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬مشاركة‭ ‬منتخب‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬ببطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬المقامة‭ ‬حاليًّا‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬والدانمارك،‭ ‬التي‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬منتخب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ببطولة‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭!‬

شخصيًّا،‭ ‬أقف‭ ‬متعجبًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاتهام‭ ‬الفج،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬منطق‭ ‬أو‭ ‬مهنيّة؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بلوغ‭ ‬منتخب‭ ‬اليد‭ ‬مسابقة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬أصبحت‭ ‬خطوة‭ ‬اعتيادية،‭ ‬وتبدو‭ ‬غاية‭ ‬اتحاد‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البطولة‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬الظفر‭ ‬ببطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نزعة‭ ‬لعبور‭ ‬الدور‭ ‬الأول؛‭ ‬لأسباب‭ ‬بديهية‭ ‬أعرفها‭ ‬جيدًا‭!‬

غير‭ ‬أنني‭ ‬بهذا‭ ‬القلم،‭ ‬أود‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر،‭ ‬خصوصًا‭ ‬لمن‭ ‬راح‭ ‬يشطح‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬بكلمات‭ ‬المزايدة‭ ‬متهمًا‭ ‬الصحافة‭ ‬بعدم‭ ‬إنصاف‭ ‬منتخب‭ ‬اليد،‭ ‬متناسيًا‭ ‬أن‭ ‬إبراز‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬الهزيلة‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬انفرجت‭ ‬أساريره‭ ‬بتأهل‭ ‬منتخب‭ ‬الكرة‭ ‬لدور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭.‬

والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكبر،‭ ‬فهي‭ ‬اللعبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والصحافة‭ ‬بطبعها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬الشارع،‭ ‬ومن‭ ‬يجهل‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشاركة‭ ‬منتخب‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يتجوّل‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬والديوانيات؛‭ ‬ليعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭!‬

وأخيرًا،‭ ‬لست‭ ‬هنا‭ ‬لأنحاز‭ ‬إلى‭ ‬منتخب‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬أو‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ولا‭ ‬الصحافة‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬إنما‭ ‬ينحاز‭ ‬جميع‭ ‬الزملاء‭ ‬الصحافيين‭ ‬إلى‭ ‬منتخبات‭ ‬الوطن،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأولويات‭ ‬الإخبارية‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬إعطاء‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬التغطية‭ ‬لمنتخب‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر،‭ ‬خصوصًا‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬نتائج‭ ‬الأول‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‭ ‬والأخير‭ ‬مبشرة‭ ‬ومفرحة،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬لم‭ ‬تقصر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬منتخب‭ ‬اليد؛‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬خساراته‭ ‬المفجعة‭!‬