لقطة

وأخيراً... أنصفتنا كرة القدم

| أحمد كريم

لا‭ ‬تنصف‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬فريقا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬رغبته‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الفوز،‭ ‬وعمله‭ ‬متقن‭ ‬في‭ ‬الملعب،‭ ‬وطموحه‭ ‬ينتهي‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تواجهه‭ ‬عقبة‭ ‬أو‭ ‬محنة‭!‬

للساحرة‭ ‬المستديرة‭ ‬قوانينها‭ ‬الخاصة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجزع‭ ‬منها‭ ‬الحالمون،‭ ‬مثل‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬حتى‭ ‬النفس‭ ‬الأخير،‭ ‬حتى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬ركلة‭ ‬جزاء‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬90‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬مباراة‭ ‬كانت‭ ‬تحتضر‭ ‬بنتيجة‭ ‬ستضع‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬في‭ ‬جيب‭ ‬المنتخب‭ ‬الهندي،‭ ‬الذي‭ ‬يكفيه‭ ‬التعادل‭ ‬السلبي‭ ‬للوثوب‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭. ‬

حاول‭ ‬الأحمر‭ ‬باندفاع‭ ‬أن‭ ‬يخترق‭ ‬متاريس‭ ‬الهنود‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬89‭ ‬دقيقة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يفلح،‭ ‬وعندما‭ ‬لامس‭ ‬مبتغاه‭ ‬وتجاوز‭ ‬الحرس‭ ‬المتمركز‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬المرمى‭ ‬الهندي،‭ ‬تصدى‭ ‬القائم‭ ‬تارة‭ ‬وتعملق‭ ‬الحارس‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭.‬

كاد‭ ‬الوقت‭ ‬يطبق‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬رقبة‭ ‬الأحمر،‭ ‬وينهي‭ ‬بذلك‭ ‬مغامرة‭ ‬لاعبينا‭ ‬الشبان‭ ‬في‭ ‬الإمارة‭ ‬الغارقة‭ ‬بالمشجعين‭ ‬الهنود‭ ‬والبحرينيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬حتى‭ ‬أطلق‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬صفارته‭ ‬زفيرا‭ ‬كاد‭ ‬يحرق‭ ‬فؤاد‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الملعب‭. ‬

ضربة‭ ‬جزاء‭ ‬واضحة‭ ‬إثر‭ ‬عرقلة‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬المحرمة‭ ‬التي‭ ‬سحق‭ ‬عشبها‭ ‬الأخضر‭ ‬وانخفض‭ ‬مستواها‭ ‬عن‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحتشدين‭ ‬بداخلها‭!‬

تصدى‭ ‬جمال‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬وسددها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المرمى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قفز‭ ‬الحارس‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬اليسرى‭ ‬معتقدا‭ ‬أنه‭ ‬قرأ‭ ‬لغة‭ ‬جسد‭ ‬نجمنا‭ ‬الموهوب‭. ‬عانقت‭ ‬الكرة‭ ‬الشباك‭ ‬وكأنها‭ ‬طفل‭ ‬يلتقي‭ ‬بأمه‭ ‬المنهكة‭ ‬بعد‭ ‬مخاض‭ ‬عسير‭. ‬احتفل‭ ‬لاعبونا‭ ‬وجماهيرهم‭ ‬التي‭ ‬اصطكت‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬منافسيهم‭ ‬الأسنة‭.‬

هدف‭ ‬متأخر‭ ‬جاء‭ ‬لينصفنا،‭ ‬انحاز‭ ‬لنا‭ ‬الحظ‭ ‬أخيرا،‭ ‬ولم‭ ‬يدر‭ ‬ظهره‭ ‬لآمالنا‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬صدق‭ ‬شكسبير‭ ‬عندما‭ ‬قال‭: ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬يسير‭ ‬الحظ‭ ‬والجرأة‭. ‬

مُبارك‭ ‬هذا‭ ‬التأهل‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬مبارك‭ ‬للاعبيه‭ ‬الشبان‭ ‬الطموحين‭ ‬وجهازيه‭ ‬الفني‭ ‬والإداري‭ ‬المجتهدين،‭ ‬ولجماهيره‭ ‬الوفية‭ ‬التي‭ ‬استحقت‭ ‬هذه‭ ‬الفرحة‭ ‬العارمة‭.‬