ومضة قلم

على طاولة المسؤول

| محمد المحفوظ

بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ورعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬استطاعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ومسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬إنما‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬أساسها‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الخريجين‭ ‬ليأخذوا‭ ‬فرصتهم‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الوطن‭ ‬وتخليصهم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الإحباط،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لها‭ ‬الدولة‭ ‬بكل‭ ‬طاقتها‭. ‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬شبابها‭ ‬الذين‭ ‬أكملوا‭ ‬دراستهم‭ ‬الجامعية‭ ‬بوصفهم‭ ‬ثروتها‭ ‬الكبرى،‭ ‬وسعيا‭ ‬لتجسيد‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬فإنّ‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬توطين‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقع،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الفائتة‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تأكيدات‭ ‬صريحة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬لأبناء‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭.‬

إننا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنّ‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬سيحقق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الرقي‭ ‬والتقدم‭ ‬عندما‭ ‬تمنح‭ ‬الفرصة‭ ‬لشباب‭ ‬البحرين‭ ‬للإسهام‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يلمسه‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬ومستقبل‭ ‬الوطن‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلاّ‭ ‬بسواعد‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬أبنائه،‭ ‬ليسهموا‭ ‬بكفاءاتهم‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬التنمية‭.‬

غير‭ ‬أنّ‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬بطئا‭ ‬وصعوبات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوظيف،‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬بقاء‭ ‬عشرات‭ ‬الخريجين‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬رصيف‭ ‬البطالة،‭ ‬أحد‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬ويحمل‭ ‬تخصصا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬ورغم‭ ‬جميع‭ ‬المحاولات‭ ‬لكي‭ ‬يظفر‭ ‬بفرصة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬القطاعين‭ ‬لم‭ ‬تثمر‭ ‬جهوده‭ ‬أية‭ ‬نتيجة‭ ‬إيجابية،‭ ‬وهو‭ ‬هنا‭ ‬يناشد‭ ‬المسؤولين‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬وضعه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استنفد‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬تشيد‭ ‬دائما‭ ‬بالشباب‭ ‬وعطاءاتهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل،‭ ‬ونتذكر‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬قال‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬إنّ‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬يتواصل‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬ضمن‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬منوها‭ ‬سموه‭ ‬بأنّ‭ ‬تفاعل‭ ‬الطاقات‭ ‬الواعدة‭ ‬لشباب‭ ‬البحرين‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توسعة‭ ‬أفقهم‭ ‬ومنظورهم‭ ‬لأهم‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حس‭ ‬المسؤولية‭ ‬للمشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭.‬