ريشة في الهواء

مواطن يسأل... إلى متى أتقبل؟

| أحمد جمعة

مواطن‭ ‬يسأل‭ ‬مجرد‭ ‬سؤال‭: ‬متى‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬شهدت‭ ‬فيها‭ ‬البحرين‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬رواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬بالقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص؟‭ ‬ثم‭ ‬يسأل‭ ‬المواطن‭ ‬ذاته‭ ‬سؤالا‭ ‬آخر،‭ ‬كم‭ ‬مرة‭ ‬تمت‭ ‬فيها‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭ ‬زيادة‭ ‬الرسوم‭ ‬والضرائب‭ ‬والخدمات‭ ‬وطبعاً‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بامتياز‭ ‬أسعار‭ ‬السلع؟

إنها‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬جمود‭ ‬الرواتب‭ ‬الأزلي‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الدوري،‭ ‬ومقارنة‭ ‬بين‭ ‬الزيادات‭ ‬بالرواتب‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الأخرى‭ ‬وبينها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومقارنة‭ ‬بين‭ ‬دخل‭ ‬المواطن‭ ‬ودخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬الأجنبي‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬فوق‭ ‬الراتب،‭ ‬سوف‭ ‬أسرد‭ ‬تقريراً‭ ‬صادماً‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الصدمة‭ ‬ويشكل‭ ‬سؤالا‭ ‬كبيرا‭ ‬بحاجة‭ ‬لوقفة‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬بحال‭ ‬المواطن‭.‬

في‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬أوردته‭ ‬cnbs business news and finance‭  ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬يناير‭ ‬2019‭ ‬وأظن‭ ‬أنه‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬الأعمال،‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬عالمياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تمتع‭ ‬وتفوق‭ ‬الأجنبي‭ ‬بالرواتب‭ ‬والامتيازات‭ ‬المرافقة‭ ‬بعد‭ ‬ألمانيا،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬البحرين‭ ‬بريطانيا‭ ‬الثالثة‭ ‬تصوروا،‭ ‬ثم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الرابعة‭ ‬خيال،‭ ‬ثم‭ ‬الخامسة‭ ‬سويسرا،‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬صدمة‭ ‬العصر،‭ ‬تصوروا‭ ‬حال‭ ‬الموظف‭ ‬الأجنبي‭ ‬بالبحرين‭ ‬أفضل‭ ‬منه‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وسويسرا،‭ ‬والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬بالمقابل‭ ‬هل‭ ‬حال‭ ‬الموظف‭ ‬البحريني‭ ‬أفضل‭ ‬منه‭ ‬بهذه‭ ‬الدول؟‭ ‬هذه‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لأخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬عند‭ ‬المستشارين‭ ‬والخبراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬حينما‭ ‬يعالجون‭ ‬المسألة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الفلسفة‭ ‬والدخول‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الراهن‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬التنظير‭.‬

لقد‭ ‬تحمل‭ ‬المواطن‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬والذين‭ ‬يطالبون‭ ‬المواطن‭ ‬بالتضحية‭ ‬والرضوخ‭ ‬للإجراءات‭ ‬التقشفية‭ ‬عليهم‭ ‬فقط‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬حال‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬وحال‭ ‬الأجنبي‭ ‬عندها‭ ‬ليطالبوا‭ ‬بتضحية‭ ‬المواطن‭.‬

هناك‭ ‬موظفون‭ ‬أجانب‭ ‬يفوق‭ ‬راتبهم‭ ‬الشهري‭ ‬10‭ ‬و20‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬ومقارنة‭ ‬بوظائفهم‭ ‬هل‭ ‬يأخذ‭ ‬الموظف‭ ‬البحريني‭ ‬بذات‭ ‬الوظيفة‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الراتب‭ ‬ومعه‭ ‬الامتيازات؟‭ ‬السؤال‭ ‬الأخير‭ ‬لماذا‭ ‬حال‭ ‬الأجنبي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬حال‭ ‬المواطن؟

النتيجة‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬اليوم‭ ‬تقبل‭ ‬جمود‭ ‬الرواتب‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وتقبل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬سنوياً‭ ‬بل‭ ‬شهرياً‭ ‬وتقبل‭ ‬الزيادات‭ ‬بالرسوم‭ ‬والخدمات،‭ ‬وتقبل‭ ‬الرضوخ‭ ‬للإجراءات‭ ‬التقشفية‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬مسؤوليته‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬الأزمة؟‭ ‬وأختم‭ ‬بالسؤال‭ ‬الأصعب،‭ ‬ماذا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬ويتحمل‭ ‬بعد؟‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

شدة‭ ‬الألم‭ ‬تفقدك‭ ‬أحياناً‭ ‬الشعور‭ ‬به‭.‬