فجر جديد

توظيف المواطن أولوية لا تناقش

| إبراهيم النهام

التصريح‭ ‬المؤسف‭ ‬الذي‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬صباح‭ ‬الدوسري،‭ ‬بعدم‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬للبحريني‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحرة‭ ‬للدولة،‭ ‬يختزل‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

ويقودنا‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ (‬الرسمي‭)‬،‭ ‬للتساؤل‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬ابن‭ ‬البلد،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الوظائف‭ ‬تذهب‭ ‬ببساطة‭ ‬لغيره،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬مديري‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأجانب،‭ ‬والذين‭ ‬يتعمدون‭ ‬توظيف‭ ‬معارفهم،‭ ‬وبني‭ ‬جلدتهم،‭ ‬وفقًا‭ ‬للواسطة،‭ ‬والشللية،‭ ‬وصلات‭ ‬القربى‭.‬

وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬المتصاعدة‭ ‬للبحرينيين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وصعوبة‭ ‬تسكينهم‭ ‬بالوظائف‭ ‬اللائقة‭ ‬بعدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والبنوك،‭ ‬وتدني‭ ‬الأجور‭ ‬لمن‭ ‬يعمل‭ ‬منهم،‭ ‬وسهولة‭ ‬الفصل‭ ‬والتسريح،‭ ‬لأهمية‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬الدولة‭ ‬ترتيب‭ ‬أولوياتها،‭ ‬وفق‭ ‬تشريعات‭ ‬وقوانين‭ ‬مرنة‭ ‬وعادلة،‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬توظيف‭ ‬المواطن‭ ‬أولوية‭ ‬لا‭ ‬تناقش‭.‬

وتؤكد‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الرسمية،‭ ‬بوصول‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬19‭ % ‬فقط‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬وغير‭ ‬منطقية،‭ ‬أن‭ ‬بيئة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ليست‭ ‬للبحريني‭.‬

إن‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬لهو‭ ‬الخيار‭ ‬الأصوب‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬التغيير‭ ‬المطلوب،‭ ‬وفي‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الزاهر‭ ‬والجديد،‭ ‬ولقد‭ ‬أكدت‭ ‬التجارب‭ ‬الناهضة‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصنف‭ ‬مسبقًا‭ ‬بالنامية،‭ ‬صحة‭ ‬هذا‭ ‬الرهان،‭ ‬فمتى‭ ‬نعي‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة؟