تيارات

إحصاءات‭ ‬مجلس‭ ‬القضاء

| راشد الغائب

دبي‭ ‬نموذج‭ ‬مستمر‭ ‬لإلهام‭ ‬التميز،‭ ‬ووجّه‭ ‬القضاة‭ ‬بألا‭ ‬يتأخروا‭ ‬بإنجاز‭ ‬أيّ‭ ‬قضية‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬التقاضي‭ ‬الثلاث‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬سنوات‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬آمن‭ ‬بأن‭ ‬بطء‭ ‬التقاضي‭ ‬قتلٌ‭ ‬للعدالة،‭ ‬وقرر‭ ‬تقليص‭ ‬عمر‭ ‬الدعوى‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬بالدرجات‭ ‬الثلاث،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬عمر‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عامًا‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬متقدم‭ ‬دوليًّا‭.‬

أعقد‭ ‬هذه‭ ‬المقارنة‭ ‬لأبرز‭ ‬نجاح‭ ‬خطة‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬المستشار‭ ‬عبدالله‭ ‬البوعينين‭ ‬وفريقه‭ ‬المثابر‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مبادرات‭ ‬تطوير‭ ‬القضاء‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭.‬

يتعيّن‭ ‬التوقف‭ ‬مليًّا‭ ‬أمام‭ ‬أرقام‭ ‬مؤتمر‭ ‬المجلس،‭ ‬لأنها‭ ‬ترتبط‭ ‬بتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بميزان‭ ‬العدالة،‭ ‬وأسجّل‭ ‬ملاحظاتي‭ ‬كالآتي‭:‬

نظرت‭ ‬المحاكم‭ ‬عددًا‭ ‬ضخمًا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬وبلغ‭ ‬107‭ ‬آلاف‭ ‬قضية‭. ‬ونجح‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬قاضٍ‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬قضية‭ ‬بعام‭ ‬واحد،‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الثلثين،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬تنهي‭ ‬توتر‭ ‬المتخاصمين‭.‬

‭ ‬بدأ‭ ‬ينقشع‭ ‬تدريجيًّا‭ ‬لقب‭ ‬“مقبرة‭ ‬الأحكام”‭ ‬عن‭ ‬جهاز‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ‭ ‬وإدارتها،‭ ‬إذ‭ ‬اتخذ‭ ‬قضاتها‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬94‭ % ‬من‭ ‬الطلبات،‭ ‬ويبدو‭ ‬واضحًا‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬لتطبيق‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭.‬

انخفاض‭ ‬طلبات‭ ‬نقض‭ ‬الأحكام‭ ‬بالمحاكم‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬أي‭ ‬اطمئنان‭ ‬77‭ % ‬من‭ ‬المتخاصمين‭ ‬بالإرادة‭ ‬القضائية‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭.‬

وأقترح‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬إدماج‭ ‬فكرة‭ ‬محكمة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬بتصوره‭ ‬لاستحداث‭ ‬محكمة‭ ‬للمطالبات‭ ‬البسيطة،‭ ‬وبحيث‭ ‬تنعقد‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬بمركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وتبت‭ ‬فوريًّا‭ ‬بقضايا‭ ‬التسوّل‭ ‬وإعطاء‭ ‬شيك‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬أجر‭ ‬العمال‭ ‬أو‭ ‬مخالفة‭ ‬شروط‭ ‬الإقامة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الجنح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستدعي‭ ‬إهدار‭ ‬وقت‭ ‬المحاكم‭.‬

 

تيار

“ارتق‭ ‬بمستوى‭ ‬حديثك،‭ ‬لا‭ ‬بمستوى‭ ‬صوتك،‭ ‬والمطر‭ ‬ينمي‭ ‬الأزهار،‭ ‬وليس‭ ‬الرعد”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي