50 عامًا من الدبلوماسية البحرينية

| مؤنس المردي

حق‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬تزهو‭ ‬وتفتخر‭ ‬بيوبيلها‭ ‬الذهبي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قطعت‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬مشوار‭ ‬دبلوماسي‭ ‬حافل‭ ‬بالمحطات‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬والأحداث‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬منجزاته‭ ‬ومكتسباته،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تحظaى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬كبيرة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬سديدة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

ولقد‭ ‬ولدت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬شامخة‭ ‬وقوية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرضت‭ ‬لأقوى‭ ‬اختبار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬وهو‭ ‬اختبار‭ ‬السيادة‭ ‬والاستقلال،‭ ‬وأثبتت‭ ‬نجاحًا‭ ‬باهرًا‭ ‬وساهمت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬المملكة‭ ‬استقلالها‭ ‬وسط‭ ‬بيئة‭ ‬دولية‭ ‬شرسة‭ ‬وصراعات‭ ‬معقدة،‭ ‬وبعد‭ ‬جهود‭ ‬حثيثة‭ ‬قادها‭ ‬بكل‭ ‬حكمة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬يعاضده‭ ‬بشجاعة‭ ‬وجسارة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ ‬وإيمان‭ ‬كامل‭ ‬بأصالة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وتمسكه‭ ‬بوحدته‭ ‬وتلاحمه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وبتحركات‭ ‬دؤوبة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬دائرة‭ ‬الخارجية‭ ‬بعد‭ ‬إنشائها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1969‭.‬

ولأن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المملكة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬صورة‭ ‬المملكة‭ ‬لدى‭ ‬الخارج،‭ ‬فقد‭ ‬تميزت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بالرشد‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬والحزم‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬والمرونة‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬وتعاملت‭ ‬بكفاءة‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وبما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬المملكة‭ ‬وأهدافها،‭ ‬وتحولت‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬والتفاعل‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬صانع‭ ‬للحدث‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الشدائد‭ ‬تكشف‭ ‬معادن‭ ‬الرجال،‭ ‬فإن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬اليقظة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬المملكة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬2011،‭ ‬إذ‭ ‬صال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وجال‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم؛‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬وأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتبيانًا‭ ‬للحقائق‭ ‬ولوضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها‭ ‬الصحيح‭.‬

وختامًا،‭ ‬تهنئة‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬ببراعة‭ ‬شديدة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وإلى‭ ‬جميع‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬الذين‭ ‬يعرفون‭ ‬قدر‭ ‬الوطن‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سمعته‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانته‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا،‭ ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬أمنياتنا‭ ‬الطيبة‭ ‬بمواصلة‭ ‬مسيرتهم‭ ‬الباعثة‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭.‬