قرعة كأس الأمير خليفة.. أمسية مذهلة
| أحمد كريم
الأحداث الكبيرة قدرها النجاح، فهي لا تولد خجولة أو مشوّهة، إنما تنبلج بطبعها عملاقة، فتفرض نفسها جبلاً شاهقًا يعانق هام السحاب.
كذلك بعض الشخصيات، قدرها أن تتربع على القمة، فهي لا تترك غير البصمات الراسخة، المنحوتة على الصخر بإزميل الإبداع.
والنجاح في تنظيم الأحداث هو المسار الطبيعي لبلوغ القمة، فن راقٍ يبدأ ببطاقة الدعوة وينتهي باختيار المكان، وبين هذا وذاك، لمسات بسيطة على طريقة السهل الممتنع، الذي يعزّز حضوره الابتكار، والتجديد، وتجنيد الموجود لإظهار الأمسية البسيطة في طقوسها، العميقة في مضمونها؛ لتكون في نهاية المطاف أروع ما عرفه القطاع الرياضي على مستوى كرة السلة على مدار السنوات الماضية.
أتحدث هنا عن قرعة كأس الأمير خليفة بن سلمان - حفظه الله - لكرة السلة، التي استضافتها صالة البحرين الثقافية ليلة الإثنين الماضية، فهي الحدث الرياضي الفريد من نوعه، من حيث المضمون والمعنى، والمستوى الفاخر المتماهي مع قيمة الاسم الذي تحمله البطولة، واستشعار منظّميها حجم المسؤولية العظمى الملقاة على عاتقهم.
كانت أمسية رياضية رائعة، منذ الإطلالة المشرقة لرئيس اتحاد كرة السلة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، وهو يتحدث مسترسلاً عن التطور اللافت للبطولة واللعبة الجماهيرية، التي بدأت تأخذ أبعادًا أكثر من كونها منافسة رياضية، فهي تزدان باسم رئيس الوزراء صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي قاد التنمية الوطنية المستدامة في مملكة البحرين ودعم الشباب والرياضة طويلاً.. طويلاً.
سمو الشيخ عيسى بن علي أسهب بلغة واثقة في كلمته الافتتاحية للقرعة المبهرة، وبنبرة غلب عليها طابع الطمأنينة، مزخرِفًا كلماته بتباهي النجاح، وتطور المستوى المتسارع لمسار الكرة البرتقالية، التي أصبحت تستقطب جميع الفرق الوطنية وجمعًا غفيرًا من الجماهير المتحمسة لمتابعة مباريات مليئة بالإثارة والتشويق.
كان اللافت في الأمسية الرياضية، أنها تحمل طابعًا وطنيًّا بامتياز.. وقيمة معنوية تضاف إلى رصيد نجاحات اتحاد السلة بقيادته الشابة، فالقرعة أقيمت في الصالة الثقافية؛ لتكون الفعالية الرياضية الأولى التي تغزو هذا الصرح، وتفرض نفسها واحدة من الأحداث التي سيتحدث الناس عنها طويلاً؛ لبهائها وجماليتها المذهلة.